"العمليات العسكرية تنتهك السيادة اليمنية ولن تؤدي إلا إلى إراقة دماء الأبرياء". .. هكذا جاء وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للعملية العسكرية فى اليمن "عاصفة الحزم" ، مطالبًا بوقفها. ظريف شدد في تصريح لقناة "العالم" الإيرانية الإخبارية اليوم الخميس 26 مارس 2015، على أن "العمليات العسكرية السعودية ضد اليمن تدخل المنطقة في المزيد من التوتر ولن تعود بالفائدة على أي بلد".، قائلاً إن "بلاده ستبذل قصارى جهودها لاحتواء الأزمة في اليمن". وكانت السعودية قد بدأت عمليه "عاصفة الحزم" العسكرية بتوجيه ضربات جوية إلي مواقع جماعة الحوثيين في اليمن في الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس، ووجه الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية بتوجيه ضربات جوية لمواقع الحوثيين في اليمن للدفاع عن الحكومة الشرعية هناك برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي، بحسب وسائل إعلام. الامير محمد بن سلمان و الأمير محمد بن نايف في غرفة عمليات القوات السعودية عواقب خطرة من جانبه، حذر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي اليوم الخميس السعودية "من عواقب خطرة لتدخلها العسكري في اليمن". ونقلت مواقع إيرانية عنه دعوته إلى الرياض "إلى إنهاء عدوانها بأسرع وقت وحل الأزمة اليمنية بالطرق السياسية". وقال إن "نار الحرب على اليمن سترتد على السعودية .. وسيتعرض العالم الإسلامي لأزمة كبيرة نظرا إلى حساسية هذه المنطقة"، على حد تعبيره. وأضاف :"القوات المسلحة والشعب اليمني سيهبون للدفاع عن سيادة بلادههم".، على حد قوله. عرقلة الخيارات السلمية وهو الأمر ذاته الذى أكدت عليه المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم اليوم الخميس التى أدانت الخطوة الخليجية، قائلة في بيان لها: "لا تعد هذه الهجمات انتهاكا لسلامة الأراضي اليمنية فحسب، ولكنها تمثل تطورا خطيرا للغاية". وأشارت أفخم إلى أن الهجمات تسببت في عرقلة الخيارات المطروحة للتوصل لحل سلمي للنزاع، وشددت على ضرورة إيقافها على الفور. يذكر أن إيران أظهرت حيادها في النزاع ودعت لحل سلمي، إلا أنه يتردد أنها تدعم الحوثيين الشيعة في اليمن. وهو الأمر الذى أكدت عليه الخارجية اليمنية بالأمس، حيث أفادت تصريحات لها بأن طائرات إيرانية تواصل نقل أسلحة ومعدات ثقيلة إلى مطارات تابعة للحوثيين للسيطرة على الحكم في اليمن. تحرك عسكري واسع محلل الشؤون العسكرية لدى شبكة "سي.إن.إن." العقيد الأمريكي المتقاعد ريك فرانكونا أفاد بأن حجم القوات السعودية المشاركة بالعملية في اليمن يدل على تحرك عسكري واسع وطويل، متوقعا أن تتمكن الرياض من التعامل مع أخطاء الحوثيين وداعش والقاعدة، ورأى أن المملكة لا يمكن أن تقبل تمدد إيران على حدودها الجنوبية كما يحدث بحدودها الشمالية. وتابع :"السعوديون يأخذون الأمور على محمل الجد وسيتدخلون لإصلاح الأمور بجدية في اليمن ولديهم القدرة العسكرية على التحرك. وأضاف فرانكونا: "هذه الغارات مجرد البداية والأمر سيستمر لأنها عملية كبيرة، وقد كانت الغارات مجرد بداية لتدمير الدفاعات الحوثية ومن ثم إفساح المجال للتقدم البري"، مرجحا أن تكون السعودية قد حصلت على معلومات استخبارية لتنفيذ هذه الضربات الدقيقة، مع إمكانية وصول تلك المعلومات من الولاياتالمتحدة. ويشارك في عملية "عاصفة الحزم"، خمس دول خليجية، هي السعودية، والبحرين، وقطر، والكويت، والإمارات، إلى جانب المغرب والسودان والأردن، استجابة لدعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً ل"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية"، فيما أبدت مصر وباكستان استعدادهما للمشاركة بقوات برية وأعلنت الولاياتالمتحدة عن استعدادها لتقديم دعم لوجستي واستخباراتي. ويبقى السؤال هو هل من الممكن أن يتطور الرد الإيراني على هذه التحركات ويخرج من إطار التصريحات للدخول فى مواجهات فعلية على الأرض. مجازفة محسوبة في هذا الإطار، اعتبر رئيس مجلس الشرق الأوسط للدراسات أنور ماجد عشقي، أن ضرب السعودية لمواقع الحوثيين في اليمن مجازفة محسوبة وبالتالي لا تعتبر "مغامرة بل مبادرة"، على حد قوله. وقال عشقي في مداخلة هاتفية مع فضائية «سي بي سي إكسترا»، اليوم الخميس، إن إيران أضعف من أن ترد على هذه الضربات الجوية. في سياق متصل، قال محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، إنهم مستعدون لمواجهة عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية لشن غارات جوية عليهم، دون أن يطلبوا المساعدة من حليفتهم إيران، وفقا لما نقلته وكالة "رويترز". وردا على سؤال عما إذا كان الحوثيون قد أجروا أي اتصالات مع إيران منذ بدء الهجمات وإمكانية طلب المساعدة من طهران، نفى البخيتي ذلك، وقال إن الشعب اليمني مستعد لمواجهة هذا "العدوان" دون أي تدخل خارجي.