اشار هاني رسلان، رئيس تحرير ملف الأهرام الاستراتيجي الى ان التحديات في المملكة العربية السعودية هي تحديات داخلية، حيث ان اغلب سكانها من الشباب، في الوقت الذي يحكمها كبار السن من ابناء عائلة آل سعود. كما ان نظامها يقوم على التحالف بين آل سعود والحركة الوهابية، لذلك يحتاج نظامها الى كثير من التحديث لكي يكون متوائما مع العصر الحديث ، خاصة مع اطلاع السعوديين على ما يجري في العالم، مشيرا الى ان نظام الحكم في السعودية يقوم على نظام الاخوة من ابناء آل سعود والذي تتعدى اعمارهم السبعين عاما.
مؤكدا ان هناك تحديات خارجية للملكة حيث ان هناك دول تتساقط في المنطقة بالاضافة الى التهديد الايراني، مضيفا ان ثورات الربيع العربي تؤثر تأثيرا قويا على نظام الحكم في السعودية، قائلا ان ابناء الملك عبد العزيز منهم من له نفوذ في الدولة ومنهم من انصرف الى مهام اخرى.
مشيرا الى ان المملكة تفتقد الى المؤسسات الحكومية، وتدار باسلوب حكم لا يتفق مع الوقت المعاصر، ورغم ان المملكة هي اكبر مصدر للنفط في العالم ، لكن هناك شكاوى مستمرة من سوء توزيع الدخل ، ورغم اصلاحات الملك عبد الله التي تتمثل في تعيين الشباب ورفع الرواتب وغيرها الا انها غير كافية لضمان الامن والاستقرار خاصة ان المملكة لديها الكثير من المشاكل ومحاطة بجيران اقوياء، ولا بد من حركات اصلاحية اكبر لاستقرار المملكة العربية السعودية.
مؤكدا ان كل التحفظات التي تؤخذ على الامير نايف هي تحفظات مبررة حيث انه اعترض على اصلاحات الملك عبد الله رغم كونها جزئية وبسيطة، مشيرا الى ان التحديات الخارجية للمملكة تتمثل في الخطر الايراني وعدوى الربيع العربي والمشكلة العراقية والوجود الشيعي في المنطقة الشرقية والسبيل الوحيد للخروج من هذه المخاطر هو تبني الاصلاحات الجدية.
مضيفا ان العلاقات مع الولاياتالمتحدة خط احمر، كما ان سياسة المملكة تجاه اليمن لن تتغير بعد تولى الامير نايف ولاية العهد، كما ان المجتمع السعودي مجتمع محافظ والمؤسسة الدينية قوية جدا والمعارضة في المملكة تتهم نظام الحكم بالمراوغة ، ولذلك فعملية الاصلاح في السعودية تتم بشكل تدريجي على فترات بعيدة.
بينما أشار انور ماجد عشقي، رئيس مركز بحوث الشرق الاوسط الى ان العائلة المالكة في السعودية تهئ الاحفاد للحكم في السعودية وان العبرة ليس بالسن ولكن بالانجازات، مؤكدا ان كبار السن في العالم هم من انجزوا انجازات كبيرة، مضيفا ان المملكة تاخذ بنظام اهل الشوكة المعروف في الاسلام أي انهم لا يريدون الحكم من اجل الحكم ولكن للامساك بدفة الامور.
مشيرا الى ان المملكة خلال خمسين سنة اصبحت من العشرين دولة الاكبر اقتصادا في العالم، مشيرا الى انه لا توجد ازمة في السعودية، كما ان الامير نايف محافظ ايجابي لانه كان معني بوزارة الداخلية التي تتطلب الانضباط، مشيرا الى ان ولى العهد ستتغير سياسته لانه هو الذي يضع السياسة الاستراتيجية للدولة.
ومن جانب أخر، اكد سعد الفقيه، رئيس الحركة الاسلامية للإصلاح والمعارضة ان الفجوة ليست بين الحكام الشيوخ والشباب ولكن الفجوة ان يعتقد الحكام ان الارض والمقدرات والثقافة والتاريخ ملك لهم، لكن قال ان الربيع العربي دفع شعور الناس بأنهم ليسوا كالمقدرات المملوكة للحكام.
مشيرا الى ان البلاد أصبحت مقاطعة لآل سعود حيث ان لهم مخصصات هائلة في المملكة، فكل اراضي البلاد لآل سعود كما ان العائدات الضخمة من النفط هي لهم.
مؤكدا ان الملك فيصل نشر في "السي ان ان" ان تركته تصل الى تريلوني ريال سعودي، مشيرا الى ان الانجازات التي حققها آل سعود مليون ونصف عاطل والبنية التحتية مهترئة جدا ومدن كبرى لا تغطيها شبكات المياه ولا يوجد فيها إلا خط قطار واحد، مؤكدا ان البلاد معدة لمتعة آل سعود ومن حولهم من قوات امن تحميهم وجال دين يفتون لهم او قاضي يقضي لهم ويرمي الناس في السجون حيث ان هناك من ثلاثين الى خمسين الف في السجون او اعلامي يمدحهم.
مشيرا الى ان حالة الغضب عالية جدا الا انها مخبئة وسوف تنفجر كما حث في مصر وتونس.
واشار محمد ال زلفة، عضو مجلس الشورى السعودي الى ان المجتمع لاسعودي محافظ، مؤكدا ان الامير نايف منفتح، وان كان اشتهر بمحافظته وذلك لقيامه بالمهام الامنية التي تحتاج الى الحزم، مشيرا الى ان الامير نايف حث المرأة على المشاركة في الانتخابات، كما ان المؤسسة الدينية باركت هذه الخطوة، كما ان آل سعود لا يستمعون الى الآراء المتشددة من رجال الدين.
وقال جمال عيد، رئيس الشبكة العربية لحقوق الانسان خلال اللقاء الذي جمع بينهم في برنامج "الصورة الكاملة" على قناة "أون تي في" ان المجتمع السعودي ليس كله محافظ، مشيرا الى ان ولي العهد السعودي متهم بجرائم ضد الانسانية، مشيرا الى وجود معتقلين في المملكة بدون اتهامات، ومئات المصريين المعتقلين المتهمين دون جريمة، وجرائم الاعدام التي لا تتم إلا في جانب الفقراء او في جانب العمالة الاجنبية.