ملك الملوك اذ وهب لا تسألن عن السبب.. هذه المقولة تحققت بصدق مع مواطن نقلته الصدفة بل ارادة الله قبل كل شئ من فقر مدقع الى ثراء جعله اغنى ابناء القرية.
القصة كثيرة التكرار فى افلام العربى القديمة ولكنها صارت تحولت الى حقيقة مع سوشيل كومار المواطن الهندى الذى يعانى شدة الفقر لدرجة جعلته غير قادر على امتلاك على تلفزيون فضلا عن هاتف محمول او حتى هاتف ارضى .
فاز الموظف الهندي الفقير جدا والذى يعمل مشغل كمبيوتر في مكتب حكومي في ولاية بيهار الفقيرة بشرق الهند ويحصل على ستة آلاف روبية (نحو 120 دولارا) شهريا بمليون دولار بشكل غير مسبوق في النسخة الهندية لبرنامج المسابقات الشهير «من سيربح المليون» وسيتقاضي منهم نحو 720 الف دولار بعد خصم الضرائب.
ورغم ان برامج المسابقات فى اغلب الاحوال هى مجرد وسائل مستحدثة للنصب و"الضحك" على راغبى الثراء والانتقال فى لحظة واحدة من الفقر الى الغنى الا انها مع "كومار" صدقت وحققت له حلما لم يكن احد يتوقعه.
شاهد "كومار" البرنامج عند احد الجيران وقام باجراء اتصال هاتفى من عند الجيران ايضا بالبرنامج وتم اختياره ليكون ضيف الحلقة.
ذهب "كومار" للمسابقة واجاب الاسئلة الصعبة التى اعجزت اجابتها اكثر المثقفين الهنود الذين تابعوا البرنامج حتى وصل الى نهاية الحلقة دونما أن يخطئ باجابة واحدة وسط ذهول مقدمى البرنامج والجمهور الهندى خاصة ان ملامح "كومار" وفقره الشديد جعل البعض يتصور انه ايضا فقير فكر وثقافة بينما كان هو على خلاف ذلك تماما.
وقال بعد فوزه انه لم يضع اي خطط كبيرة لهذا المبلغ وهو ثروة في بلد يبلغ دخل الفرد الواحد فيها 1.265 دولارا. وقال لرويترز عبر الهاتف «سأصلح منزلي وسأفي ببضعة احتياجات اساسية ثم انتقل بعد ذلك الى دلهي للدراسة من اجل اختبارات الخدمة المدنية».
واثار فوز سوشيل كومار الاسبوع الماضي بهذه الجائزة مقارنات بقصة فيلم «المليونير المتشرد» الذي فاز بجائزة الاوسكار عام 2008 ومثل بطله جمال شاهد هذا الرجل البالغ من العمر 27 عاما البرنامج التلفزيوني كمحاولة للهروب من الفقر المدقع. وهذه اول مرة يفوز فيها متسابق بجائزة المليون دولار في ذلك البرنامج الشهير الذي يقدمه الممثل الهندي اميتاب باتشان.