في مثل هذا اليوم من عام 1930 قاد المهاتما غاندي مسيرة 200 ميل، عرفت باسم مسيرة الملح إلى البحر في تحد للمعارضة البريطانية، احتجاجا على احتكار البريطانيين للملح. وكانت مسيرة الملح جزءاً هاماً من حركة استقلال الهند، واعتبرت بمثابة حراك مباشر في مقاومة الضرائب والاحتجاجات السلمية ضد الاحتكار البريطاني للملح في مستعمرة الهند، وتوسعت إلى حركة عصيان مدني. وقاد مسيرة الملح الماهتما غاندي من مقره، بالقرب من أحمد أباد، إلى قرية داندي الساحلية، واستمرت المسيرة 24 يوما، وبلغ طولها 400 كم وكان هدفها إنتاج الملح بدون دفع ضرائب، وتزايدت أعداد الهنود المنضمين لغاندي على طول المسيرة. وفي صباح 5 أبريل 1930، أعلن ملايين الهنود الدخول في عصيان مدني ضد ضرائب الملح في الراج البريطاني. وكان للحملة تأثير بارز في تحدي العالم والموقف البريطاني تجاه استقلال الهند، وتسببت في أن تنضم أعداد كبيرة من الهنود إلى القتال لأول مرة. وتم اعتقال غاندي في منتصف ليل 4 مايو 1930، قبل أيام من تنفيذ ما خطط له وجذبت المسيرة أنظار العالم لحركة استقلال الهند من خلال التغطية الصحفية والإعلامية واسعة النطاق. وأطلق سراح غاندي من محبسه بعد مفاوضات مع نائب الملك لورد إروين في مؤتمر المائدة المستديرة الثاني، وأعتقل أكثر من 80.000 هندي نتيجة مسيرة الملح، إلا أنها فشلت في أن تؤدي لتنازلات كبيرة من جانب البريطانيين. حياة غاندي ولد المهاتما غاندي في 2 أكتوبر 1869 - 30 يناير 1948، وكان السياسي البارز والزعيم الروحي للهند خلال حركة استقلال الهند. كان رائداً "للساتياغراها" وهي مقاومة الاستبداد من خلال العصيان المدني الشامل، التي تأسست بقوة عقب أهمسا أو اللاعنف الكامل، والتي أدت إلى استقلال الهند وألهمت الكثير من حركات الحقوق المدنية والحرية في جميع أنحاء العالم. يلقب الهنود "غاندي" بأبو الأمة؛ حيث أن عيد ميلاده، 2 أكتوبر، يتم الاحتفال به هناك كغاندي جايانتي، وهو عطلة وطنية، وعالمياً هو اليوم الدولي للاعنف. قام غاندي باستعمال العصيان المدني اللاعنفي حينما كان محامياً مغترباً في جنوب أفريقيا، في الفترة التي كان خلالها المجتمع الهندي يناضل من أجل الحقوق المدنية. وبعد عودته إلى الهند في عام 1915، قام بتنظيم احتجاجات من قبل الفلاحين والمزارعين والعمال في المناطق الحضرية ضد ضرائب الأراضي المفرطة والتمييز في المعاملة. وبعد توليه قيادة المؤتمر الوطني الهندي في عام 1921، قاد غاندي حملات وطنية لتخفيف حدة الفقر، وزيادة حقوق المرأة، وبناء وئام ديني ووطني، ووضع حد للنبذ، وزيادة الاعتماد على الذات اقتصادياً. وكان يهدف إلى تحقيق استقلال الهند من السيطرة الأجنبية. وعاش غاندي متواضعا في مجتمع يعيش على الاكتفاء الذاتي، وارتدى الدوتي والشال الهنديين التقليديين، والذين نسجهما يدوياً بالغزل على الشاركا. وكان يأكل أكلاً نباتياً بسيطاً، وقام بالصيام فترات طويلة كوسيلة لكل من التنقية الذاتية والاحتجاج الاجتماعي. اغتياله لم ترق دعوات غاندي للأغلبية الهندوسية باحترام حقوق الأقلية المسلمة، واعتبرتها بعض الفئات الهندوسية المتعصبة خيانة عظمى فقررت التخلص منه. وبالفعل في 30 يناير 1948 أطلق أحد الهندوس المتعصبين ويدعى ناثورم جوتسى ثلاث رصاصات قاتلة سقط على أثرها المهاتما غاندي صريعا عن عمر يناهز 78 عاما.