تتواصل المعارك بشكل متسارع في منطقة "بن جواد" التابعة لمحافظة سرت شرقي ليبيا، بين تحالف "فجر ليبيا" المدعوم من المؤتمر الوطني العام، الذي يسيطر على قسم كبير من البلاد بما في ذلك العاصمة طرابلس من جهة، وتحالف "عملية الكرامة" التابعة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر المدعومة من مجلس النواب "برلمان طبرق" من جهة أخرى، حيث تحولت منطقة بن جواد إلى مدينة أشباح بعد هروب سكانها، وذلك إثر تدمير المنازل، والمدارس، وأماكن العمل، والبنوك، والأبنية الحكومية، جراء استهداف الغارات الجوية لها. وقال "فاضل محمد"، عضو مجلس مدينة بن جواد، الذي يقوم بتقديم المساعدات للمدنيين الفارين من مناطق بن جواد والنوفلية، وهراوة، "إن السكان غادروا بسبب الهجمات التي تستهدف مناطقهم". وذكر محمد أن المتعاطفين مع العقيد الراحل معمر القذافي أشاعوا الهلع في المنطقة، ورفعوا أعلام تنظيم داعش الإرهابي، مضيفاً أنه " في البداية اعتقد السكان أن تنظيم داعش موجود في المنطقة فعلا، ولكن بحسب التحقيقات تبين أن مؤيدي نظام القذافي هم من رفعوا أعلام التنظيم". بدوره، قال صالح الجبو، قائد في قوات فجر ليبيا، للأناضول، "بيننا وبين الطرف الأخر، 3 كليومترات فقط، وأعطينا فرصة لمحادثات الحوار الوطني في المغرب، ولكن إن لم يصدر عن المباحثات نتائج سنقوم بالهجوم على سدرة". ونوه الجبو إلى أنهم يتحركون بتنسيق مع القوات المحلية المنتشرة في المنطقة التي تقود عملية "الشروق"، مضيفاً " نقاتل على ثلاث محاور ضد الجضران وحفتر، أولها التفاوض، والثانية سحب الطرف الأخر من مصافي النفط، أمّا الثالثة سننتقل إليها في حال عدم الحصول على نتائج في المرحلين السابقتين، وهي الانتقال إلى هجوم شامل متجاهلين كل شئ". وأعرب الجبو، عن رغبتهم بالحوار مع الجناح العسكري لحكومة طبرق، مبيناً أنهم لا يتصرفون أخلاقياً، على حد تعبيره، مؤكداً أن أولويتهم هي عدم إلحاق الضرر بالمدنيين. وتابع الجبو، أن كافة وسائل الإعلام الأجنبية التي تأتي إلى ليبيا، يتطرقون إلى مسألة داعش فقط متجاهلين المشاكل الحقيقية للبلاد، فداعش غير موجودة في البلاد وإنما مجرد سيناريو، فحكومة طبرق وخليفة حفتر خسروا المعركة، والآن يحاولون الحصول على أسلحة من الأممالمتحدة، فضلاً عن تحريك العالم ضدنا، وأنا متأكد من عدم وجود داعش في البلد". تجدر الإشارة أن الجضران قائد سابق في قوات حرس المنشآت النفطية الليبية، ويقود حاليا مجموعة من المسلحين تمكنت من السيطرة على عدد من الموانئ النفطية في البلاد، وهو من دعاة إنشاء إقليم فيدرالي في برقة شرقي ليبيا. وتعاني ليبيا أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته مؤخراً مما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق)، والذي صدر في حقة مؤخرا قرارا ببطلان انتخابه من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه. أما الجناح الثاني للسلطة، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرا)، ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب).