صدر عن دار آفاق للنشر والتوزيع ، كتاب "تذكرة الأولياء" للعلامة "فريد الدين العطَّار" بترجمة وتحقيق د.منال اليمني عبد العزيز . ويُعد "تذكرة الأولياء" من أقدم المؤلفات الفارسية التي اختصت بتراجم شيوخ الصوفية الكبار، وكذلك يمكن من خلاله التعرف على أصول "علم التصوف" ومبادئه ومفاهيم الصوفية، ومشاربهم، ولطائفهم، واصطلاحاتهم، وبالرغم من أهمية هذا الكتاب كمرجعٍ أصيل في تراجم الأئمة من كبار الصوفية فإنه لم يُطبع بالعربية حتى الآن . وهذه هي أول ترجمة تطبع في مصر والعالم العربي، ولقد بذلت المترجمة د.منال اليمنى عبد العزيز جهدًا كبيرًا في الحفاظ على روح النص الفارسي الأصلي فضلاً عن دراستها العلمية التي قدمت بها هذه الترجمة. كما صدر أيضًا كتاب "منطق الطير" ل فريد الدين العطار، والذي يتناول مجموعة تمثل كل الطيور التي كانت البشرية تعرفها حتى زمن فريد الدين العطار. ويروي لنا النص في بدايته كيف إن هذه الطيور تجتمع ذات يوم وتقرر البحث عن ذلك الطائر الذي يمكنها ان تجعل منه ملكا عليها. والطائر المنشود هو ذلك الطائر الخرافي الذي يحفل الأدب الفارسي بوجوده منذ بدايات وجود ذلك الأدب: السيمرغ... وهو يعادل العنقاء في الاساطير العربية، وطائر الفينيق في الاساطير القديمة. وتقرّر الطيور القيام بالرحلة التي توصلها الى السيمرغ، أما الدليل الذي تعمد الطيور الى اختياره ليقودها في الرحلة فهو الهدهد، «الذي كان هو من قاد سليمان الحكيم الى ملكة سبأ، والذي انطقه الله تعالى اذ قال لسليمان: اطعت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين». غير ان الهدهد ليس الطائر الوحيد الذي يتكلم في «منطق الطير»، لأن الطيور كلها تتكلم (ومن هنا عنوان الكتاب، وإن كان ثمة من يترجمه ب «اجتماع» الطير، على اعتبار كلمة منطق آتية المصدر من نطاق، لا من مصدر نطق، والأمر يحتمل التأويل والسجال على أية حال).