رغم كل الاجراءات التي تتخذها الدول و خاصة اجهزة المخابرات فإن الثغرات مازالت موجودة , و التكنولوجيا التي قد تكون سبب في تقديم عمل استخباراتي أفضل و أسرع إلا إنها كانت أيضاً سبب لخروج كثير من الأسرار المخابراتية خارج أسوار الدوائر المعنية . كنا منذ الستينات و إلي وقت قريب ننتظر خروج رجال المخابرات من الخدمة لكي يكتب مذكراته و نعرف منها ما كان يدور في الكواليس الخلفية , لنجري عملية مسح لمعلوماتنا القديمة و نضع بدلاً منها ما قدمه لنا رجال المخابرات في مذكرات شخصية تخضع لإشراف جهاز المخابرات الدولة التي كان يعمل بها , لكي يحذفوا منها ما قد يؤدي إلي فضائح تضر بالامن القومي لبلدهم . و بعد التكنولوجيا الحديثة و الميديا العالمية اصبحبت تسريبات أجهزة المخابرات لا تنتظر خروج أحد أو موت فلان لكي نعرف ما يدور في لعبة الأمم علي الساحة الدولية ، و أصبح العالم اليوم ينتظر كل يوم إختراق جديد لشبكة من شبكات التجسس او غسيل الأموال ( HSBC) نموذجاً , لكي يعرف و يفهم ما يجري في بلاد العالم حولة و قد يصل إلي تأثيره في المواطن العادي و لقد شهدنا جميعاً التسريبات التي تنسب إلى إدوارد سنودن وموقع ويكيليكس، و قد ركزت الأخيرة على برقيات استخباراتية إلكترونية يشار إليها في عالم الاستخبارات بكلمة SIGINT . و لكن وحدة الصحافة الاستقصائية في شبكة الجزيرة تمكنت من الحصول على مئات الوثائق المصنفة عالية السرية صادرة من أجهزة مخابرات عالمية، و برقيات تجسس تعتمد على المعلومات التي يجمعها وينقلها البشر وتعرف بكلمةHUMINT. وتحتوي الوثائق التي حصلت عليها الجزيرة على ملفات رقمية لمئات الوثائق الاستخباراتية السرية الصادرة عن شبكات التجسس العالمية، والتي تتيح فرصة غير مسبوقة للتعرف على التعاملات الميدانية بين العاملين في عالم التجسس المرتبط ارتباطا وثيقا بكواليس السياسة. و ستنشر وحدة الصحافة الاستقصائية في شبكة الجزيرة بالتعاون مع صحيفة ذي غارديان البريطانية برقيات التجسس في الأيام القادمة . ويعود تاريخ البرقيات إلى الفترة بين عام 2006 إلى ديسمبر 2014، وتحتوي على تقارير مفصلة وتحليلات كتبها عملاء يعملون في جهاز أمن الدولة في جنوب أفريقيا المعروف اختصاراً باسم "أس.أس.أي". و تكشف البرقيات عن المراسلات السرية بين جنوب أفريقيا ووكالة المخابرات الأميركية (سي.آي.أي)، وبينها وبين كل من المخابرات البريطانية (أم.آي6) والمخابرات الإسرائيلية (موساد) والمخابرات الروسية، وكذلك بينها وبين عملاء المخابرات الإيرانية، إضافة إلى العشرات من أجهزة الاستخبارات الأخرى حول العالم من آسيا إلى الشرق الأوسط إلى أفريقيا. و هناك من ضمن الوثائق التي حصلت عليها الجزيرة تفاصيل محاولة المخابرات الأميركية التواصل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشكل مباشر، رغم أن الحكومة الأميركية تضع الحركة على قائمة المنظمات الإرهابية. و من ضمن الوثائق معلومات استخباراتية حول نشاطات مزعومة لتنظيم القاعدة في جنوب أفريقيا، إثر معلومات بعد هجمات 11 سبتمبر2001 على الولاياتالمتحدة، رغم أن المعلومات الاستخباراتية الأميركية تؤكد أن خطر القاعدة على جنوب أفريقيا لا يكاد يذكر، وأن الخطر الحقيقي هناك هو الجماعات اليمينية . و قالت الجزيرة إنها سوف تنشرها تباعاً , مع طمس الإسماء و مراعاة الظروف السياسة في كل مرة يتم فيه النشر , و أيا كان إختلفنا مع الجزيرة و المقصد الحقيقي لنشر مثل هذه الوثائق , إضافة إلي كيفية حصول عليها و الجميع يعرف من يقف خلف الشبكة لكي تستطيع الحصول علي مثل هذه الوثائق , و لكن دعونا نتفق علي إننا نفتقد كثير من المعلومات فيما يجري حولنا من أحداث حول العالم و نحتاج إلي مثل هذا النوع من المعلومات ثم نعيد تقيمه و إدارجه ضمن منظومة النفكير في أحوال بلادنا و عالمنا العربي و الإسلامي . و في إنتظار ما سوف تتضمنه هذه الوثائق و التعليق عليه من جانب الخبراء و الساسة .