ينتظر العالم كل عام الاحتفال بالأفلام الفائزة في مسابقة "الأوسكار"، أكبر وأهم مسابقة للأفلام السينمائية العالمية بالولايات المتحدةالأمريكية، لكن الحدث يمر كل عام على السينما المصرية بل والسينما العربية أيضا مرور الكرام، فحتى لو نجح الفيلم العربي في الوصول للقائمة الصغيرة من الترشيحات إلا أنه يكون من الصعب جدا فوزه. وعلى مدار تاريخ السينما المصرية الحافل بالعديد من الأفلام الجادة والمميزة، والتي تعتبر أقدم قطاع للإنتاج السينمائي في الشرق الأوسط، تقدمت مصر للجائزة نحو 29 مرة، وكانت تخرج مع معظم الأفلام العربية من التصفيات النهائية للجوائز، ولم يصعد منها إلا القليل مثل الفيلم المصري "الناصر صلاح الدين"، وفيلم "الرسالة"، والفيلم الفلسطيني "خمس كاميرات مكسورة"، ولم يحصد الأوسكار في تاريخ الدول العربية إلا فيلمين جزائريين ناطقين بالفرنسية كأحسن فيلم أجنبي ومن الأفلام المصرية التي ترشحت لنيل الجائزة: "باب الحديد": للمخرج يوسف شاهين، وتأليف عبدالحي أديب، وإنتاج عام 1958. يدور الفيلم عن "قناوي" بائع الجرائد الغير متزن عقليا والذي يجن بحب "هنومة" التي تشفق عليه، ولكنها تنوي الزواج من أبو سريع فيقرر "قناوي" قتلها. والفيلم بطولة هند رستم، فريد شوقي، يوسف شاهين، حسن البارودي، ونعيمة وصفي. "الناصر صلاح الدين": للمخرج يوسف شاهين، وتأليف عبدالرحمن الشرقاوي، وإنتاج عام 1963. يرصد الفيلم الحروب الصليبية ضد المسلمين. فبعد انتصار صلاح الدين على ملك القدس يتم توقيع معاهدة سلام بينهما إلا أن قائد الجيش الصليبي رينو دي شاتيون يقوم بذبح جماعة من الحجاج الذاهبين إلى مكة، قيقرر صلاح الدين الانتقام. والفيلم بطولة أحمد مظهر، صلاح ذو الفقار، ليلى فوزي، نادية لطفي، وحمدي غيث. "دعاء الكروان": للمخرج هنري بركات، وتأليف طه حسين، وإنتاج عام 1959. يحكي الفيلم عن "هنادي" خادمة عند مهندس الري، التي تقع في حبه، ولكنه يعتدي عليها ويحطم حياتها، فتُقتل أمام أختها آمنة على يد خالها، فتقرر آمنة الإنتقام لأختها. والفيلم بطولة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، أحمد مظهر، زهرة العلا، أمينة رزق. "اللص والكلاب": للمخرج كمال الشيخ، وتأليف نجيب محفوظ، وإنتاج عام 1962. يحكي عن سعيد مهران الذي يقوم بدوره الفنان "شكري سرحان" لص عتيد الإجرام، يتخذ من رؤوف علوان قدوته في الحياة، خاصة بعدما نصحه أن الإنسان لابد أن يحصل على مايريد بأي وسيلة يراها، وأثناء تنفيذه إحدى السرقات، يقوم صبيه عليش سدره بالإبلاغ عنه لكي يتزوج من زوجته بعد الزج به في السجن. والفيلم بطولة شكري سرحان، شادية، وكمال الشناوي. "أم العروسة": للمخرج أنور الشناوي، وتأليف عبدالحي أديب، إنتاج عام 1963. وتدور قصة الفيلم حول "حسين" رب أسرة مصرية كبيرة، يعاني من مشاكل تدبير تكاليف زيجة ابنته الكبرى، فيقرر اختلاس مبلغ من عهدته المالية في الشركة التي يعمل بها بنية رده فيما بعد. وفي إطار ذلك يتعرض الفيلم للحياة الاجتماعية للأسرة المصرية في ذلك الوقت. الفيلم بطولة تحية كاريكا، سميرة أحمد، عماد حمدي، حسن يوسف. "القاهرة 30": إخرج صلاح أبو سيف، وتأليف وفية خيري، وإنتاج عام 1966. وتدور أحداث الفيلم حول محجوب عبد الدايم الذي يقوم بدوره الفنان حمدي أحمد، شاب فقير وافد من الصعيد ويحيا حياة مزرية في القاهرة، يتعرف على ابن قريته "سالم الإخشيدي" الذي يطلب منه أن يساعده على الحصول على وظيفة، فلا يعرض عليه فقط وظيفة جيدة في الوزارة التي يعمل فيها سالم، بل يعرض عليه كذلك أن يتزوج من إحسان وتقوم بدورها الفنانة سعاد حسني، عشيقة قاسم بك (أحمد مظهر)، على أن يزورها قاسم بك مرة واحدة كل أسبوع. "المومياء": إخراج وتأليف شادي عبدالسلام، وإنتاج عام 1975. يرصد الفيلم أحداثًا حقيقيةً وبالتحديد في عام 1871 ؛حيث تعيش قبيلة تدعى (الحربات) في صعيد مصر. تشتهر تلك القبيلة بالتنقيب عن الآثار الفرعونية ثم بيعها. بعد موت شيخ القبيلة يقرر أولاده التوقف عن سرقة الآثار فيتم قتل أحد الأولاد ولكن ينجح الثاني في الهرب من أجل إبلاغ الشرطة وبعثة الآثار. والفيلم بطولة أحمد مرعي، نادية لطفي، ومحمد نبيه. "امبراطورية ميم": إخراج حسين كمال وتأليف إحسان عبدالقدوس، وإنتاج عام 1972. يحكي عن منى (فاتن حمامة) التي تتحمل مسئولية تربية أبنائها الستة بجانب عملها في وزارة التربية والتعليم بعد وفاة زوجها. "إسكندريه كمان وكمان": للمخرج يوسف شاهين، وتأليف سمير نصري. ويعد الفيلم الجزء الثالث من سيرة يوسف شاهين بعد فيلميه "إسكندرية... ليه؟" و"حدوتة مصرية". طرح لتصفيات جائزة الأوسكار عام 1990. وهو بطولة يوسف شاهين، يسرا وعمرو عبد الجليل. "المصير": تأليف وإخراج يوسف شاهين، وإنتاج عام 1997. يحكي عن حكم الخليفة المنصور للبلاد في القرن 12 الميلادي في الأندلس، وعقب انتصار جيشه على الأسبان.. يدب الضعف في جيشه كما تنتشر الفوضى والعنف والتطرف لتنخر في جسد الدولة وتمهد لسقوطها. والفيلم بطولة نور الشريف، محمود حميدة، ليلى علوي، خالد النبوي، صفية العمري. "أسرار البنات": للمخرج مجدي أحمد علي، وتأليف عزة شلبي، وإنتاج عام 2001. تدور أحداث الفيلم حول المشاكل التى يتعرّض لها الشباب من الجيل الحالى وخاصه عندما يقعون فى الحب وتبدأ الاسره فى التدخل. والفيلم بطولة دلال عبدالعزيز، شريف رمزي، نور قدري، وأشرف مصيلحي. "سهر الليالي": إخراج هاني خليفة وتأليف تامر حبيب، ومن إنتاج عام 2003. وهو فيلم دراما رومانسي كوميدي، ويحكي عن أدق التفاصيل والخبايا في حياة أربعة من الأزواج الأصدقاء. والفيلم بطولة منى زكي، شريف منير، حنان ترك، أحمد حلمي، فتحي عبدالوهاب، جيهان فاضل، علا غانم، وخالد أبو النجا. "بحب السيما": إخراج أسامة فوزي، وتأليف هاني فوزي، وإنتاج عام 2004. يحكي الفيلم عن "عدلي" موظف قبطي متدين للغاية لدرجة التزمت حتى في علاقته بزوجته "نعمات"، وطفلاه "نعيم" و"نعمة" الذين يعاملهم بقسوة بالغة. والفيلم بطولة ليلى علوي ومحمود حميدة. "عمارة يعقوبيان": إخراج مروان حامد، وتأليف علاء الأسواني، وإنتاج عام 2006. والفيلم يحكي عن عمارة في وسط مدينة القاهرة، تسكنها طبقات اجتماعية متباينة بعد الثورة. الفيلم بطولة عادل إمام، نور الشريف، إسعاد يونس، وهند صبري. وقد خاض تصفيات جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجبني عام 2006 . "الكيت كات": إخراج داوود عبدالسيد وتأليف إبراهيم أصلان، وإنتاج عام 1991. تدور أحداث الفيلم عن حي "الكيت كات"، وتبدو شخصية الشيخ حسني الكفيف كراصد ليوميات أبناء الحي ونبض لهمومه الحقيقية التي يتسامر عليها رغم فقدانه البصر وزوجته وعمله. والفيلم بطولة محمود عبدالعزيز، شريف منير، وعايدة رياض. "خريف آدم": إخراج محمد كامل القليوبي وتأليف علاء عزام، انتج سنة 2002 وعرض سنة 2005. تدور الأحداث في جنوب مصر على مدى عشرين عاما مابين عامي 1948 و 1968 بما تمر به من متغيرات عنيفة وحروب وهزائم في مصر والعالم العربي. الفيلم بطولة هشام عبدالحميد، حسن حسني، سعاد نصر. "الجزيرة": إخراج وتأليف شريف عرفة، وإنتاج عام 2007. تدور أحداث الفيلم حول قصة حقيقة عن تاجر مخدرات يستقل جزيرة لزراعة المخدرات والتجارة بها وبالسلاح. والفيلم بطولة أحمد السقا، هند صبري، زينة، خالد الصاوي. "أرض الأحلام": إخراج محمد ياسين وتأليف هاني فوزي، وإنتاج 1993. يحكي الفيلم عن نرجس التي تستعد للهجرة إلى أمريكا لتلحق بأولادها، لكنها تفقد جواز سفرها قبل السفر بساعات. والفيلم بطولة فاتن حمامة، يحيى الفخراني، وتهاني راشد. "رسائل البحر": إخراج وتأليف داود عبد السيد، وإنتاج عام 2010. تدور أحداث الفيلم حول يحيي وهو طبيب شاب تخرج من كلية الطب ولكنه يعانى من اضطرابات فى طريقة نطق الكلام، ويتعرض بسبب ذلك للسخرية من أصدقائه وزملائه فيترك الطب ويقرر العمل صيادا فيلتقى بأكثر شخص كل منهم له قصة مختلفة عن الاخر. الفيلم بطولة آسر ياسين، بسمة، مي كساب، وصلاح عبدالله. رشح للأوسكار عام 2010. "في شقة مصر الجديدة": إخرام محمد خام، وتأليف وسام سليم، وإنتاج عام 2007. يحكي الفيلم عن نجوي مدرسة موسيقي من المنيا، تنتهز فرصة مجيئها الي القاهرة في رحلة مع تلميذاتها لتبحث عن تهاني مدرستها الأولى التي علمتها الموسيقى. الفيلم بطولة غادة عادل وخالد أبو النجا. "فتاة المصنع": إخراج محمد خان وتأليف وسام سليمان، وإنتاج عام 2014. تدور أحداث الفيلم حول هيام، فتاة في الواحدة والعشرين ربيعًا، تعمل كغيرها من بنات حيها الفقير في مصنع ملابس، تتفتح روحها ومشاعرها بانجذابها لتجربة حب تعيشها كرحلة ومغامرة،دون أن تدري أنها تقف وحيدة أمام مجتمعٍ يخاف من الحب ويخبيء رأسه في رمال تقاليده البالية والقاسية. الفيلم بطولة ياسمين رئيس وهاني عادل وسلوى خطاب. وهو الفيلم الذي رشحته مصر للأوسكار لعام 2015، وخرج في التصفيات. تأتي لبنان في المرتبة الثانية بعد مصر في تقديم تسعة أفلام لنيل "الأوسكار" دون أن تصل للقائمة الصغيرة، تليها تونس بثماني محاولات. ومن الأفلام العربية التي رشحت للأوسكار: "زاد": من إنتاج فرنسي لكن تم تصويره في الجزائر بدلا من اليونان. والفيلم لمخرج فرنسي يوناني المولد وهو كوستا جفراس، يتناول الفيلم الذي رشح للأوسكار عام 1966، طغمة الحكم العسكري في اليونان. والفيلم بطولة "جون لوي ترانتينيون" و"إيف مونتون". وكان طاقم عمل الفيلم وأماكن التصوير من الجزائر ولذلك تقرر أن يمثّل الجزائر عوضا عن فرنسا لغرض جوائز الأوسكار. "الحفل الراقص": من إنتاج فرنسي إيطالي للمخرج "سكولا"، ويروي أحداث التاريخ الفرنسي على مدار خمسين سنة من خلال حفل راقص. و نظرا لأن المخرج الجزائري لخضر حمينة شارك في إنتاج الشريط، رأت الدوائر الجزائرية أن تتقدم للمسابقة بهذا الإنتاج. ورشح الفيلم للأوسكار عام 1983. "غبار الحياة" للمخرج الفرنسي ذو الأصول الجزائرية رشيد بوشارب، وهو من إنتاج فرنسا وهونج كونج، ويتناول محنة ثلاثة أطفال أمريكيين آسيويين حاولوا الهروب من فظاعة معسكرات إعادة التأهيل بفيتنام سنة 1975. "أيام المجد" الذي تناول كشف دور شمال إفريقيا في حركة التحرير الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية. كما تناول فيلم "خارج القانون" موضوع الكفاح الجزائري من أجل الإستقلال من خلال وجهات نظر ثلاثة أشقاء في باريس. "الجنة الآن" تدور أحداثه حول قصة آخر 48 ساعة في حياة شابين فلسطينيين يستعدان للقيام بإحدى العمليات الفدائية في إسرائيل. وقد رشح لأفضل فيلم أجنبي في الأوسكار عام 2006. Le Bal" " هو فيلم صامت من إخراج جزائري بمساعدة مخرج فرنسي. وقد رشح الفيلم لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم عام 1983. كما رُشّح الفيلم الفلسطيني العربي (عمر) لنيل جائزة الأوسكار للعام 2014 ليصبح ثاني فيلم فلسطيني يرشح لنيل الجائزة الذهبية في الأوسكار. ورشح لجوائز الأوسكار هذا العام 2015 الفيلم الفلسطيني "عيون الحرامية"، الذي تم تصويره في مدينة نابلس، ومستمد من قصة حقيقية تكشف جانباً من معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال . والفيلم الموريتاني "تمبتكو" للمخرج عبد الرحمن سيساكو، الذي شارك في مهرجان "كان" 2014، ونال العديد من الجوائز آخرها في مهرجان "سيزار" الفرنسي، وصعد إلى التصفيات النهائية للأوسكار. ويدور الفيلم حول قصة واقعية حدثت بالفعل في "مالي" حول التطرف وكيف كانت المرأة هي الأكثر تضررا من هذه القضية؛ حيث عاشت في ظلام محرومة من الظهور في مجتمعها بالشكل اللائق بها، مع رصد النظرة المتدنية التي تنتقص من حقوقها. فيلم "مردان" من العراق للمخرج بيتن غوبادي. من بطولة حسين حسن وهيلين عبد الله ومهدي بايراملو، وهو يتحدث عن ليلى المرأة الشابة التي تذهب إلي العراق مع ابنها البالغ 4 سنوات للبحث عن زوجها المفقود، وهناك تقابل شرطيا يدعى مردان يكلف بالبحث عن زوجها في الجبال الوعرة في كردستان العراق، ومردان مسكون بذكريات الطفولة المؤلمة. فيلم "غدي" من لبنان، تأليف الكاتب والممثل اللبناني جورج خباز، وإخراج أمين درة. ويتناول موضوع الاختلاف من خلال قصة تعكس نظرة المجتمع القاسية إلى ولد مصاب بداء متلازمة "داون" ويشارك في التمثيل، إلى جانب خباز، أنطوان ملتقى وكميل سلامة ومنى طايع. وتعتبر جائزة "الأوسكار" أهم جائزة خاصة بأفلام السينما، تمثل أكبر جائزة وأكبر احتفالية سينيمائية على مستوى العالم، تقدم لصناع السينما في كل المجالات كأفضل فيلم، أفضل ممثل، أفضل ممثلة، أفضل مصور، أفضل مخرج، أفضل سيناريست، أفضل ممثل ثانوي، بالإضافة إلى جائزة أفضل فيلم أجنبي. وقد أعلن أمس عن الأفلام الفائزة في الدورة ال"87" من جوائز الأوسكار.