شارك حشود من اليمنيين، اليوم الأربعاء، في مسيرات جابت عدداً من شوارع العاصمة صنعاء، رفضاً لما قالوا إنه "انتهاكات" جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وتواجدها المسلح في العاصمة وبقية المدن، حسب مراسل وكالة الأناضول. ووفق المصدر ذاته، ردد المشاركون في المسيرات التي تجمعت في شارع الزبيري بصنعاء، شعارات تطالب برحيل من وصفوهم ب"مليشيا الحوثي"، و"استعادة مؤسسات الدولة"، مرددين "حرية حرية، تسقط كل مليشيا". ورفض المشاركون قيام مسلحي الحوثي بدور الجيش لإضفاء صبغة الشرعية على الجماعة، وهتفوا "ياحوثي ليش ليش، تعمل نفسك من الجيش". كما رفع المشاركون صوراً قالوا إنها "لضحايا التعذيب والمختطفين من قبل مسحي الجماعة"، مرددين "حرية حرية، مدنية مدنية". ورفع المشاركون نعشاً عليه صورة "صالح البشري"، الذي يقول ناشطون إنه "توفى نتيجة للتعذيب" بعد أن اختطفه مسلحي الجماعة خلال مشاركته في مسيرة سابقة مناوئة للجماعة في الحادي عشر من الشهر الجاري. وانتشر مسلحو "الحوثي" وجنود بزي الأمن العام، على طول شارع الزبيري الذي شهد التظاهرة، وحاول الحوثيون منع الشباب من التجمع، قبل أن يتفرق الشباب في عدد من الشوارع الضيقة المؤدية لمكان التجمع، ويتمكنوا من الوصول له. وشدد بيان صادر عن منظمو المسيرة، على أن ماوصفها "بالجريمة النكراء بحق الناشط صالح البشري وجميع الانتهاكات الأخرى لن يفلت مرتكبوها من العقاب ولن تسقط بالتقادم وستطالهم يد العدالة قريباً"، محملاً "الحوثيين المسؤلية الكاملة عن هذه الجريمة وكافة الانتهاكات بحق ابناء الشعب". ودعا البيان "كافة المنظمات والجهات المهتمة بحقوق الإنسان المحلية والدولية القيام بدورها بكشف الانتهاكات وإعداد الملفات بحق مرتكبيهذه الجرائم لتقديمهم لمحاكمة عادلة لينالوا جزاءهم العادل"، محذراً "جماعة الحوثي من التمادي في تقويض السلم الأهلي ونسف النظام السياسي والإيغال في مواجهة الشعب اليمني وإثارة الحروب الأهلية". وطالب البيان جماعة الحوثي ب"سحب جحافلها الغازية من العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات والخروج من كافة مؤسسات الدولة واعادة المنهوبات وتسليم سلاح الشعب لمؤسساته الشرعية". وبحسب تقرير نشرته منظمة العفو الدولية، فإن "صالح عوض البشري، وهو أب لسبعة أطفال يبلغ من العمر 35 سنة، توفي جراء اصابات لحقت به بعد ساعات من التعذيب"، بعد اعتقاله من قبل الحوثيين خلال مظاهرة سلمية في صنعاء، في 11 فبراير(يوم الاحتفال بذكرى انتفاضة 11 فبراير 2011. وفي محافظة عدن، جنوبي البلاد، أصيب قيادي في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، اليوم، في مواجهات اندلعت بين الأمن ومسلحين قبليين على صلة باللجان الشعبية، حسب مصادر بالحراك. المصادر التي تحدثت ل"الأناضول"، مفضلة عدم الكشف عن هويتها، أوضحت أن بجاش الأغبري، القيادي في الحراك، أصيب برصاص الجنود في الموجهات بين الأمن ومسلحين قبليين بمنطقة الحسوة غرب مدينة عدن(مركز المحافظة). واتهمت المصادر جنود الأمن باستهداف الأغبري، وهو ما لم يتم التأكد منه من مصادر رسمية.