شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، اليوم الأربعاء، مظاهرات لأنصار جماعة "أنصار الله" المعروفة ب"الحوثي"، وأخرى لمعارضين للجماعة، وذلك إحياء للذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير/شباط 2011، والتي بموجبها ترك الرئيس السابق على عبد الله صالح السلطة. وبحسب شهود عيان ومراسل الأناضول، شهدت ساحة التغيير ( رمز الثورة) وشارع الستين وميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء، تجمع الآلاف من أنصار جماعة الحوثي، استجابةً لدعوة اللجنة الثورية التابعة للجماعة، لإحياء ذكرى ثورة 11 فبراير. وردد المشاركون في مظاهرات الحوثيين شعارات الجماعة المعروفة، ومن بينها "الموت لأمريكا واسرائيل"، كما رفعوا لافتات مؤيدة للإعلان الدستوري الذي أعلنته الجماعة الجمعة الماضية. وفي المقابل، تظاهر شباب رافضون للجماعة ولإعلانها الدستوري ولسيطرتها على صنعاء، في عدد من شوارع العاصمة ومن بينها تقاطع شارع "عصر" مع شارع "الزبيري"، (وسط)، مرددين هتافات تعلن رفضهم لما أسموه ب"الانقلاب الحوثي"، ومنددين ب"انتهاكات واختطافات" الحوثيين للناشطين والصحفييين. ورصد مراسل الأناضول، تتبع دوريات تقل مسلحين حوثيين، لمظاهرات المعارضين، حيث رفعت تلك الدوريات شعارات الحوثيين، غير أن شهود عيان قالوا إن مسلحي الحوثي اعتدوا بالضرب على نشطاء ومصورين خلال تغطيتهم لتلك المظاهرات التي نظمها معارضون للجماعة. وفي وقت سابق اليوم، أفاد شهود عيان بأن مسلحين حوثيين، اعتدوا على عدد من المشاركين في مسيرة بالعاصمة اليمنية صنعاء تحيي الذكرى الرابعة لثورة 11 فبراير ورفضا للإعلان الدستوري لجماعة أنصار الله "الحوثيين". وبحسب شهود العيان، فقد اعتدى مسلحون حوثيون بالضرب على عدد من المتظاهرين خلال مرورهم في المسيرة بشارع بغداد وسط صنعاء. وشارك في المسيرات المعارضة للحوثيين، شخصيات يمنية بارزة من بينها عبد الله نعمان الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، ووزير الثقافة في الحكومة المستقيلة أورى عثمان ، والناشطة الحقوقية اليمنية بشرى المقطري. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من جانب الحوثيين، إلا أنهم دائما ما ينفون على لسان قياداتهم التعرض للمتظاهرين أو الاعتداء عليهم. وكانت مكونات ثورية مختلفة بينها مجلس شباب الثورة الذي ترأسه الناشطة اليمنية توكل كرمان، دعت اليمنيين إلى الاحتشاد اليوم الأربعاء في ساحة التغيير بصنعاء وخصصت هذا المكان للرجال، بينما حددت شارع الستين الذي يقع فيه منزل الرئيس اليمني المستقيل عبدربه منصور هادي مكانا للنساء، غير أن مسلحي الجماعة سيطرروا على الساحة منذ أمس، وتظاهر انصارهم فيها وفي شارع الستين اليوم، ما جعل معارضيهم يتظاهرون في شوارع أخرى. وساحة التغيير، مركز الاحتجاج الدائم لثوار "11 فبراير"، وتقع قبالة جامعة صنعاء، بينما شارع الستين كان مخصصا لأداء صلاة الجمعة أسبوعيا نظرا لكبر مساحته. وشهدت عدة محافظات يمنية أخرى اليوم، مظاهرات حاشدة شارك فيها قوى مؤيدة لثورة 11 فبراير، وذلك إحياء للذكرى الرابعة للثورة. وأعلنت ما يسمى "اللجنة الثورية"، التابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثي)، في القصر الجمهوري بصنعاء يوم الجمعة الماضي، ما أسمته "إعلانا دستوريا"، يقضي بتشكيل مجلسين رئاسي ووطني، وحكومة انتقالية. وقوبل إعلان جماعة الحوثي بالرفض من معظم الأطراف السياسية في اليمن، الذي يعيش فراغاً دستورياً منذ استقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته في ال22 من الشهر الماضي، على خلفية مواجهات عنيفة بين الحرس الرئاسي ومسلحي جماعة الحوثي، أفضت إلى سيطرة الحوثيين على دار الرئاسة اليمنية، ومحاصرة منزل الرئيس اليمني وعدد من وزراء حكومته.