يستمر منذ 13 ساعة متواصلة، اجتماع القمة الرباعية المعنية بتسوية الأزمة الأوكرانية الراهنة، الذي انطلق مساء أمس الأربعاء، في مدينة مينسك عاصمة جمهورية روسيا البيضاء، بمشاركة كل من الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ونظيره الأوكراني "بيترو بروشينكو"، والفرنسي "فرانسوا هولاند"، والمستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل". وأمضى الزعماء الأربعة ساعتين في قصر الاستقلال بمينسك، ثم خرجوا لتلتقط وسائل الإعلام صورًا لهم، ثم عاودوا المباحثات المغلقة، ولم يخرجوا من القاعة إلا لفترات قصيرة من أجل قضاء حاجاتهم الشخصية. ولم يصدر حتى اللحظة أي معلومات للصحافة عن سير المباحثات، إلا أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قال في تصريح مقتصب إن "كل شيء يسير على أفضل وجه". وحسب تسريبات رشحت عن الكواليس فإن الزعماء الأربعة، يتباحثون حول نص اتفاق يتألف من قرابة عشر مواد، لحل الأزمة عبر الطرق السلمية والدبلوماسية، ومن المتوقع أن يجري توقيع الاتفاق عقب المباحثات، التي يغطيها نحو 500 صحفي ومراسل من مختلف أنحاء العالم. تجدر الإشارة أن لجنة الاتصال الثلاثية المعنية بتسوية الأزمة الأوكرانية (أوكرانيا، روسيا، منظمة الأمن والتعاون)، عقدت أول أمس الثلاثاء، اجتماعاً استضافته مدينة مينسك، لبحث التفاصيل النهائية للاجتماع الحالي، حيث تناول المجتمعون العديد من الموضوعات مثل وقف إطلاق النار، وسحب الأسلحة الثقيلة، وتنفيذ الاتفاقيات التي تم إبرامها بين الأطراف المعنية، فضلا عن بحث البنية السياسية للمناطق الشرقية، وشكل إدارتها، وكيفية إجراء الانتخابات فيها. وبدأت الاضطرابات في أوكرانيا منذ رفض الرئيس الأسبق "فيكتور يانوكوفيتش" توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي العام الماضي، وأطيح به في شباط/فبرايرالماضي، فيما قامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم في آذار/مارس. وبدأ، إثر ذلك، صراع دموي بين الانفصاليين والجيش الأوكراني، في منطقتي "دونيتسك"، و"لوهانسك" شرقي البلاد، وتقول الأممالمتحدة إن الصراع أسفر عن مقتل أكثر من 3500 شخص.