حذر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، اليوم الثلاثاء، من "استمرار تداعيات الحصار المفروض علي الفلسطينيين في قطاع غزة"، وجدد دعوته إلى الدول والمؤسسات المانحة للوفاء بالتعهدات التي قطعوها علي أنفسهم في أكتوبر الماضي خلال مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة. وخلال اجتماع للجنة الأممية المعنية بممارسة حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، في مقر الأممالمتحدة بمدينة نيويورك، قال بان كي مون، في رسالة تلاها نائبه يان الياسون، إن "غزة لا تزال مكانا مقفرا تحت الحصار، مع الكثير من المعاناة البشرية". وتحاصر إسرائيل قطاع غزة، حيث يعيش نحو 1.9 مليون نسمة، منذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تعتبرها "منظمة إرهابية"، بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، ثم شدداه عقب سيطرة الحركة على غزة في العام التالي. وتأسست اللجنة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف بموجب القرار رقم 3376 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 10نوفمبر 1975، وينص على أن تقوم اللجنة بعرض توصياتها وتقاريرها على مجلس الأمن الدولي. لكن المجلس لم يعتمد أي من توصيات اللجنة نتيجة ممارسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، إحدى الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس، لحق النقض (الفيتو). ومضى الأمين العام قائلا: "أحث الجهات المانحة على الوفاء بالتعهدات التي قطعت في مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة، والذي انعقد في أكتوبر من العام الماضي". وفي السابع من يوليو الماضي، شن الجيش الإسرائيلي حربا على غزة، دامت 51 يوما، وخلفت أكثر من ألفي قتيل فلسطيني، وأزيد من 11 ألف جريح، مقابل مقتل 68 عسكريا و4 مدنيين إسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 إسرائيلياً، بينهم 740 عسكريا، بحسب حصيلة رسمية من الطرفين. ووفقا لوزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة، فإن 28366 منزلا فلسطينيا تضررت جراء الحرب، التي تسبب، بحسب بيانات أممية، في تشريد نحو 100 ألف فلسطيني، يقيم أغلبهم لدى أقاربهم، أو يستأجرون منازل، بينما لا يزال نحو 15 ألف نازح يقيمون في مدارس تابعة لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونرو). وتعهدت دول عربية وغربية في مؤتمر القاهرة بتقديم نحو 5.4 مليار دولار أمريكي، نصفها تقريباً لإعادة إعمار غزة، فيما يصرف النصف الآخر لتلبية بعض احتياجات الفلسطينيين. غير أن جهود إعادة الإعمار لم تبدأ حتى الآن.