دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يوم الجمعة، الدول المانحة إلى الوفاء بالتزاماتها المالية التي تعهدت بها في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2014 خلال مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي عقد بالقاهرة. وقال استيفان دوغريك ، المتحدث باسم الأمين العام، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية، إن دعوة بان كي مون جاءت في بيان مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
وأعرب كي مون والعربي عن القلق البالغ إزاء تدهور الأوضاع في قطاع غزة، وناشد بشكل عاجل الدول المانحة الإيفاء بالتزاماتها المالية التي تعهدت بها خلال مؤتمر إعادة إعمار غزة الأخير الذي عقد بالقاهرة، وتحويل الأموال في أقرب فرصة ممكنة.
وكان مؤتمر إعادة اعمار غزة، الذي عقد في القاهرة في 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قد جمع تعهدات مالية من المؤسسات والبلدان المانحة، بقيمة 5.4 مليار دولار سيخصص نصفه لإعمار غزة، فيما سيصرف النصف الآخر لتلبية بعض احتياجات الفلسطينيين.
وأعلنت وكالة "أونروا"، في 27 يناير/كانون ثاني الماضي، عن وقف تقديم المساعدات المالية للفلسطينيين للمدمرة بيوتهم في قطاع غزة، "بسبب نقص التمويل".
وأشارت "أونروا" في بيان لها إلى أنها حصلت على 135 مليون دولار فقط من أصل 724 مليون طلبتها أثناء مؤتمر الإعمار في القاهرة، محذرة من نزوح أصحاب المنازل المدمرة مجددا، بسبب نقص التمويل.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن كي مون والعربي ناشدا الدول المانحة تحويل تلك الأموال في أقرب وقت ممكن، بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن يشمل هذا تمويل منظمات الأممالمتحدة التي تقوم بعمليات حيوية في غزة.
وأردف قائلا "وحيث أن وتيرة إعادة الإعمار ما زالت بطيئة، فمن المهم الآن توسيع نطاق جهود اعادة الاعمار التي بذلت حتى الآن لجلب الأمل لشعب غزة وضمان الاستقرار، بناء على المسؤولية الدولية في إعادة الإعمار ورفع الحصار".
ونوه البيان المشترك، بحسب دوغريك، إلي "التقدم المشجع الذي أحرز تحت إطار عمل الآلية المؤقتة لإعادة إعمار غزة والتي مكنت حتى الآن ما يقارب من 55 ألف من أصحاب المنازل المهدمة في غزة من الحصول على مواد البناء لترميم منازلهم"
وقال البيان: "إن آلية اعادة الإعمار جاهزة للعمل على نطاق أوسع لتسهيل وإسراع تنفيذ المشاريع الرئيسية الكبرى".
ووفق بيانات أممية، فإن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة تسببت بتشريد نحو 100 ألف فلسطيني، يقيم أغلبهم لدى أقاربهم، أو يستأجرون منازل، بينما ما زال نحو 15 ألف نازح يقيمون في المدارس التابعة ل"أونروا" ويتخذونها كمراكز "إيواء".
وشنت إسرائيل في السابع من يوليو/ تموز الماضي حربا على قطاع غزة استمرت 51 يوما، أدت إلى مقتل أكثر من ألفي فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية، أن إجمالي الوحدات السكنية المتضررة جراء هذه الحرب بلغ 28366.