انتقدت الخبيرة المصرفية بسنت فهمى البنك المركزى المصرى وتوجهاته الأخيرة فى رفع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، مشيرة الى أن تلك الخطوة تأخرت كثيرا وكان ينبغى البدء تدريجيا منذ حدوث الأزمة الاقتصادية بعد ثورة يناير 2011، وذلك حتى لا يتأثر السوق فجأة بتلك الإجراءات. وقالت بسنت فهمى فى تصريح خاص لشبكة الإعلام العربية "محيط" أن السياسة النقدية فى مصر بحاجة لنظرة وإدارة سريعة لإنقاذ الاقتصاد المصرى، فمصر تمر بمرحلة حرجة ولا يحق أن يظل الدولار رخيص إلا أنه لابد أن يغطى احتياجاتنا لمدة عام على الأقل لاستيراد السلع الأساسية والمواد الخام. أشارت الى أن الصين من الدول المتقدمة ولديها أكبر احتياطى نقدى من الدولار وعملتها رخيصة وهذا ليس عيبا أو خطأ فى إدارة السياسة النقدية. وتؤكد فهمى أن الدولار سيرتفع فى الفترة المقبلة ليصل الى مرحلة التوازن بين العرض والطلب ويتوازى السعرين الرسمى والموازى إلا أن تعزيز الاحتياطى لا يأتى إلا بالعمل وزيادة التصدير وتقليص النفقات بالوزارات، كما أن المشروعات الجديدة لابد أن تدخل حيز التنفيذ والإنتاج فضلا عما سيسفر عنه المؤتمر الاقتصادى فى مارس المقبل من مشروعات واستثمارات جديدة وليس "معونات". يذكر أن أسعار صرف الدولار بالبنوك قفزت على خلفية ارتفاعها بعطاء اليوم للبنك المركزي، وسجلت أسعار البيع اليوم 7.6301 جنيه مقابل 7.6101 جنيه بالأمس، بينما سجلت أسعار الشراء 7.63 جنيه مقابل 7.61 في نفس الفترة. وقال على الحريرى سكرتير شعبة الصرافة باتحاد الغرف التجارية، فى تصريحات صحفية إن البنك المركزي المصري نجح فى القضاء على السوق السوداء من خلال الإجراءات التي اتخذها في الفترة الأخيرة وتحرير سعر الصرف ليتقلص الفارق بين السوقين الرسمية والموازية إلى نسبة ضئيلة للغاية . وأضاف الحريرى أن شركات الصرافة لم تشارك في الترويج للسوق السوداء كما يزعم البعض وجميع أعمالها قانونية وتخضع لمراقبة البنك المركزي المصري. وأوضح أن الطلب على العملة الأمريكية شهدت توزانا بين العرض والطلب خاصة في الفترة الأخيرة . وقال الحريري أن جميع العملات الأجنبية متوافرة بشركات الصرافة، بينما مازال الدولار الأمريكي يشهد انخفاضاً نسبياً في حجم المعروض منه، ولكن من المتوقع انتهاء تلك الأزمة خلال الأيام المقبلة. وتوقع الحريري هبوط أسعار العملة الخضراء بالسوق الموازية بنهاية الأسبوع الجاري، في حالة اتجاه البنك المركزي لتغطية الاعتمادات المستندية المفتوحة بالبنوك. وأضاف أن البنك المركزي يسير على قدم وساق من أجل القضاء على السوق السوداء للدولار، مشيرا إلى ان التحركات الأخيرة من جانب البنك المركزي كانت لها تداعيات جيدة على تقليص النشاط بالسوق غير الشرعية. فيما كشف متعاملون في السوق الموازي "السوق السوداء" للدولار الأمريكي، عن ارتفاع أسعار صرف الدولار أمام الجنيه، خلال تعاملات اليوم، مقارنة بتعاملات الأمس، حيث ارتفع سعر العملة الخضراء بواقع 4 قروش إضافية مسجلاً 7.87 جنيه مقارنة بمستويات 7.80 و 7.83 جنيه بالأمس. وطرح البنك المركزى اليوم عطاءً دوريا بقيمة 40 مليون دولار و ارتفعت فيه أسعار الدولار فى مواجهة الجنيه قرشين مسجلة 7.53 جنيه مقابل 7.51 جنيه فى عطائه السابق أمس. وبدأ البنك المركزى فى سياسة خفض الجنيه منذ أسبوعيين إيمانا منه للقضاء على السوق السوداء و توفير العملة فى السوق.
