قال لاجئون سوريون في الأردن، إن العاصفة القطبية التي تشهدها البلاد في الوقت الحالي، أثقلت كاهلهم، وعمقت أوجاعهم، خصوصا في ظل نقص وسائل التدفئة. وأكد اللاجئون، أنهم بحاجة لوسائل تدفئة أكثر أمنا من مدافئ الخشب التي يستعملونها، لجعلهم أكثر قوة وتحملا للأحوال الجوية السيئة. اللاجئ أبو محمد، وهو خمسيني لجأ للأردن قبل عامين، قال: "لم استطع العيش داخل المخيمات النظامية، وفضلت الخروج منها وبناء خيمة لي في مناطق خالية، على الرغم من الظروف الصعبة". أبو محمد، الذي يعيش داخل خيمة غير قادرة على مواجهة رياح العاصفة التي تجاوزت سرعتها 100 كم، يمني نفسه بأن "تمر العاصفة دون حدوث وفيات بين اللاجئين في الأردن خلال العاصفة". أما الأربعيني عاطف، الذي تحفظ على ذكر اسمه الثاني، فيجمع كل ما يجده أمامه من كرتون وأكياس بلاستيك ليشعله داخل مدفأة معدنية لينعم بدفيء مؤقت على نار تتسلل أدخنتها الضارة إلى رئتي أطفاله الصغار. ويجمع عاطف أفراد أسرته حول المدفأة في محاولة لحمايتهم قدر الإمكان من البرد، قائلا للأناضول: "لا نجد وسيلة نظيفة للتدفئة غير الأغطية وهي لا تقي البرد، وها أنا أبحث هنا وهناك عن مخلفات كرتونية وبلاستيكية لحرقها". ويتخوف مئات اللاجئين، الذين يقطنون المخيمات العشوائية، التي تضم أعداد صغيرة من اللاجئين، في الأردن، من انهيار خيامهم جراء الرياح الشديدة، وتعرضهم للبرد القارص الذي تجلبه العاصفة "هدى". أما في مخيم الزعتري، وهو مخيم نظامي، تبقى أحوال اللاجئين أيسر حالا، لاسيما أن المخيمات النظامية تحظى بمتابعة المنظمات الأممية والسلطات الأردنية. وعلى الرغم من ذلك، اقتلعت الرياح الشديدة عشرات الخيام داخل المخيم، وتركت قاطنيها في العراء، قبل أن تتدخل الحكومة الأردنية وتأويهم إلى مراكز مجهزة داخل المخيم، وتنقل بعضهم الى مخيم الأزرق، شرق. ويصل عدد السوريين في الأردن أكثر من مليون و390 ألفا، بينهم نحو 650 ألفا مسجلين كلاجئين لدى الأممالمتحدة، فيما دخل البقية قبل بدء الأزمة بحكم القرابة العائلية والتجارة، ولا يعيش من اللاجئين داخل المخيمات المخصصة لهم سوى 97 ألفا، ويتوزع البقية على المجتمعات المحلية في الأردن. ويوجد في الأردن 5 مخيمات للسوريين، أكبرها مخيم "الزعتري"(في المفرق) والذي يوجد بداخله قرابة 83 ألف لاجئ، والبقية يتوزعون على المخيم الإماراتي الأردني (مريجب الفهود/شرق) ومخيم الأزرق (مخيزن الغربي/شرق)، ومخيم الحديقة، ومخيم "سايبر سيتي"(شمال).