ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الهجوم الذي استهدف صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة في باريس أمس الأربعاء، أثار تكهنات حول تورط جماعة ارهابية منظمة، قد تكون تنظيم داعش، والذي دعا زعيمه المؤيدين للتنظيم إلى شن هجمات حيثما تمكنوا - حسب الصحيفة -. وقالت الصحيفة، في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني اليوم الخميس، إن تلك الهجمات التي توصف بتعبير "الذئب المنفرد"، وهو يرمز إلى الأشخاص الذين قد يقدمون على تنفيذ عمليات عنفية من دون أن يكون لهم ارتباط مباشر أو تنسيقي بجماعات تعتبر إرهابية، تضمنت حصار مقهى في مدينة سيدني الاسترالية في ديسمبر الماضي وهجوم على متحف يهودي في بروكسل في مايو فضلا عن حملة مسلحة استهدفت مبنى البرلمان الكندي في مدينة أوتاوا في أكتوبر. وأوضحت الصحيفة انه في الوقت الذي اشار فيه مسئولون بقطاع مكافحة الإرهاب ومسئولو مخابرات في فرنسا ودول غربية أخرى إلى أنهم لم يحددوا بعد ماهية الجماعات المتطرفة التي قد تكون ضالعة في الهجوم الذي وقع في باريس، فإن بعض المحللين المخضرمين وخبراء الإرهاب اشاروا الى امكانية تورط تنظيم القاعدة أو إحدى الجماعات التابعة له في الهجوم. وقال محللون إن الهجوم الذي استهدف صحيفة شارلي ابدو - وهي صحيفة فرنسية ساخرة اشتهرت برسومها الكاريكاتورية المسيئة بما في ذلك رسوم ساخرة للنبي محمد – تم بقيادة ما لا يقل عن ثلاثة مهاجمين، على عكس موجة الهجمات بقيادة مسلح واحد التي نسبت إلى متطرفي تنظيم داعش. ووفقا للصحيفة، أوضح المحللون، أنه بالإضافة إلى ذلك، أظهر الهجوم درجة من التطور والحنكة تفتقدها الهجمات التي نفذت على ايدي مؤيدي تنظيم داعش - مثل حصار سيدني، الذي تم تنفيذه بقيادة شخص أحضر علم الجهاد إلى موقع الهجوم بالخطأ ولكنه طلب في وقت لاحق من الشرطة الاسترالية إحضار علم تنظيم داعش. ونقلت الصحيفة عن خبير قضايا الإرهاب في كينجز كولدج لندن، بيتر نيومان، قوله إن الهجوم في باريس كان يبدو أكثر تنظيما من هجمات "الذئب المنفرد" السابقة، وأن أحد أفرع تنظيم القاعدة قد يكون المسئول عنها. ونسبت نيويورك تايمز إلى جان بول رويلر، مدير مركز جنيف للتدريب وتحليل الإرهاب، قوله إنه كان يتم اختيار الأهداف فقط لكونها غربية في الهجمات السابقة، إلا أنها كانت تفتقر إلى المعاني الرمزية التي لطالما كانت تحملها الهجمات التي يتزعمها تنظيم القاعدة. وأشارت الصحيفة إلى أن المسلحين تحدثوا بالفرنسية أثناء شن هجومهم مما يعيد السؤال الذي نما بصورة أكثر إلحاحا وعلى نحو متزايد في فرنسا: ما اذا كان المواطنون الفرنسيون الذين يعودون من سوريا والعراق بعد أن ألهمتهم الجماعات الجهادية من سوريا والعراق قد دربوا على شن هجمات، أم أنهم يستجيبون إلى دعوات جماعات جهادية للهجوم على أهداف محددة. وفي واشنطن، قال مسئولون أمريكيون في المخابرات ومكافحة الإرهاب إنهم يقومون بتمشيط الاتصالات الإلكترونية وغيرها من المعلومات بحثا عن أدلة حول المهاجمين. وأوضحت الصحيفة أنه من بين أصابع الاتهام التي تشير إلى تنظيم القاعدة، حقيقة آخر إصدار لمجلة " انسباير"، وهي مجلة دعائية تنشرها الجماعة التابعة لتنظيم القاعدة في اليمن، أنها قامت بوضع اسم رئيس تحرير صحيفة تشارلي إيبدو، ستيفان تشاربونيير، على قائمة اغتيالات مقترحة تضم أسماء الغربيين الذين أساءوا إلى الديانة الاسلامية، حيث ظهر اسمه في صفحتين تحت عنوان "رصاصة يوميا تبقي الكافر بعيدا – دافعوا عن النبي محمد". واختتمت نيويورك تايمز تقريرها بالاشارة إلى الخلاف المستمر، على الانترنت، بين أنصار تنظيم داعش وتنظيم القاعدة، حيث يحاول كل منهما ادعاء مسئوليته عن الهجوم، وأشار المؤيدون لتنظيم داعش إلى شريط فيديو مدته سبع دقائق صدر في نوفمبر الماضي من انتاج مركز الحياة الإعلامي التابع ل"داعش"، يظهر فيه ثلاثة من المقاتلين الفرنسيين وهم يحرقون جوازات سفرهم ويدعون أبناء وطنهم الى ان ينتفضوا.