"أنت صحفي إلكتروني يععععع" .. "أنت صحفي ورقي هوباااا"، تلك التفرقة الطبقية، والتي وصلت إلى حد التعالي في بعض الأحيان أصبحت من أكبر الأمراض التي يعاني منها أبناء المهنة الواحدة، في ظل سعي كل منهم إلى إثبات أحقيته في تمثيل بلاط صاحبة الجلالة.. المنافسة أمر رائع حقا، ولكن أن يتغاضى كل طرف عن إنجازات الآخر، ويقلل من إمكاناته المهنية هذا هو الخطر الحقيقي الذي يهدد مكانة الصحفيين أمام مصادرهم الصحفية بشكل يقلل من كرامة المهنة أمام "الأجانب" كما يقول المثل. المثل الشعبي الذي تم ذكره و"الفضيحة أمام الأجانب" أسلوب يتبعه بعض الزملاء على أرض الواقع المهني، حينما يهاجم الصحفي زميلًا له ويقلل من إمكاناته المهنية أمام المصدر لمجرد كونه يعمل في الإصدار الورقي لتلك المؤسسة، في حين أن الزميل الآخر اكتفى بالعمل في الموقع الإلكتروني لها، دون النظر إلى حجم الخطر الذي يمثله ذلك على كرامة المهنة بعد أن ظهرت خلافتنا المهنية أمام كل من "هب ودب". "التفرقة الطبقية الصحفية" تجاوزت الحدود ووصلت إلى حجم النزاع على أحقيه كل طرف في الحصول على المظلة والحماية النقابية، بالشكل الذي أدى إلى تقسيم جسد المهنة، وخروج العديد من الكيانات النقابية.. ولكن نزعتنا "القبلية" أغفلتنا عن أن المستفيد الأول من كل تلك النزاعات هم "الدخلاء" على المهنة الذين وجدوا الطريق مفتوحًا أمامهم للحصول على كارنيهات تثبت ممارستهم لمهنة بريئة منهم ومن أفعالهم، خاصة في ظل تسابق الكيانات النقابية المختلفة لإغراء وجذب أكبر عدد من الأعضاء دون النظر إلى مهنيتهم. أعلم الأسئلة التي تدور في أذهان البعض الآن: إذا وما الحل؟، هل نظل بدون مظلة نقابية تحمينا؟.. يرد زميل آخر ممن ينتمي لفريق الصحافة الورقية مقاطعًا: وما ذنب نقابة الصحفيين؟ ومن أين تأتي بالموارد المالية التي تمكنها من ضم آلاف العاملين بالمواقع الإلكترونية؟... صبرًا ... صبرًا يا سادة، فالحل بسيط، فما المانع من أن تطبق نفس شروط الصحافة الورقية على تلك المواقع بشكل يضمن حقوق الصحفيين والمهنة والدولة، ولكن بالتغاضي عن شرط وجود إصدار ورقي، ولكن هذا يستوجب تغيير قانون نقابة الصحفيين "العقيم" والذي عفا عليه الزمن. الأمر الأكثر أهمية هو أنه ولحين أن تصل مقترحاتنا وأنينا إلى أذان "حماة بلاط صاحبة الجلالة"، وهو أمر سيستغرق الكثير والكثير والكثيييييير من الوقت، لذلك يجب أن يعي كل منا قيمة الآخر، فلا فرق بين صحفي إلكتروني وآخر ورقي، فكل منا يكمل الآخر... فضرب "حصون الفساد" يستوجب توحد "مدفع الجريدة" مع "دانة الكيبورد".
