هنّأت خارجية النظام السوري، اليوم الثلاثاء، بنجاح استحقاق الانتخابات الرئاسية في تونس التي فاز فيها مرشح حزب "نداء تونس" الباجي قايد السبسي، معربة عن أملها بأن تشكل هذه الانتخابات "خطوة مهمة نحو استعادة تونس دورها الفاعل في خدمة القضايا الوطنية والقومية"، بحسب وكالة أنباء النظام "سانا". وتأتي تهنئة النظام السوري بعد قطيعة رسمية بين البلدين، منذ أن أعلنت "حركة النهضة"(إسلامية)، ذات الأغلبية البرلمانية في تونس سابقاً والداعمة للرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، طرد سفير النظام السوري من البلاد، والاعتراف ب"المجلس الوطني السوري" المعارض ك"ممثل شرعي ووحيد للشعب السوري". ونقلت "سانا"، عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين، لم تسمّه، قوله إن "الجمهورية العربية السورية تعرب عن خالص التهاني لتونس الشقيقة رئيسا وحكومة وشعبا على نجاح استحقاق الانتخابات الرئاسية والتي حدد فيها الشعب التونسي خياراته بكل وضوح". وأضاف أن "سوريا تأمل بأن تشكل هذه الانتخابات خطوة مهمة نحو توطيد الاستقرار وتحقيق الرخاء للشعب التونسي الشقيق واستعادة تونس دورها الفاعل في خدمة القضايا الوطنية والقومية". ويرى مراقبون، بحسب رصد لوكالة "الأناضول" الإخبارية، أن تهنئة النظام السوري للسبسي بفوزه بالانتخابات تأتي في سياق ترطيب الأجواء بين الطرفين، خاصة أن قياديين في "حزب نداء تونس" الفائز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة أطلقوا تصريحات مؤخراً أبدوا فيها استعدادهم لإعادة العلاقات مع دمشق واعتبارهم قطع العلاقات معها كان "خطأ". وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، أمس الاثنين، انتخاب الباجي قايد السبسي، مرشح حزب نداء تونس، برئاسة الجمهورية، إثر حصوله في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية على نسبة 55.68 بالمائة من الأصوات مقابل 44.32 بالمائة لمنافسه المنصف المرزوقي، المرشح المستقل والرئيس المنتهية ولايته. وبانتخاب السبسي، تنهي تونس التي توصف ببلد "الديمقراطية الفتية'‘، ومفجرة ثورات "الربيع العربي"، مرحلة الانتقال السياسي التي انطلقت منذ ثورة 2011 التي أسقطت نظام الرئيس زين العابدين بن علي إثر احتجاجات شعبية ضده، لتدخل عمليا اليوم في ما يمكن أن يطلق عليه "الجمهورية الثانية".