انقرة : في اطار ردود الفعل التركية الغاضبة من التقرير الإسرائيلي حول الهجوم على أسطول الحرية ، انتقد الرئيس التركي عبد الله جول التقرير الإسرائيلي، وقال إنه يتعارض كليا مع القانون الدولي ويعد فعلا سافرا ولا شرعية له. وأوضح جول أن تركيا تعترف فقط بالتقرير الذي أصدرته لجنة التحقيق الدولية التابعة لمجلس حقوق الإنسان، الذي أكد وقوع انتهاكات إسرائيلية لحقوق الإنسان في الهجوم على أسطول الحرية. من ناحيته، قال بولنت يلدرم رئيس منظمة الإغاثة الإنسانية التركية إن التقرير ليس فيه أي جديد وهدفه تبرئة الجنود الإسرائيليين، لأن لجنة التحقيق الإسرائيلية اجتمعت بأوامر من الحكومة والجيش لتبرئ القاتل وتتهم الضحية، حسب يلدرم. وأكدت منظمة الإغاثة الإنسانية مشاركتها في أسطول الحرية الثاني الذي سينطلق إلى غزة عبر البحر المتوسط في الذكرى الأولى للهجوم في 31 مايو/ أيار . هذا، وكشفت تركيا عن تقرير لجنة تقصي الحقائق الوطنية التي استندت فيه إلى شهود عيان وفحص الأدلة ومعاينة السفن التي تعرضت للهجوم. وأكد التقرير التركي أن أسطول الحرية لم يكن يحمل أي نوع من الأسلحة وإنما مواد إغاثة ونشطاء سلام كانوا يسعون لإيصال هذه المواد إلى الفلسطينيين المحاصرين داخل غزة وأن الجنود الإسرائيليين قتلوا شخصين قبل النزول على سطح سفينة مرمرة، أكبر سفن الأسطول قبل أن يشنوا هجوما بحريا وجويا على السفينة. وكانت لجنة التحقيق الاسرائيلية المعروفة بلجنة "تيركل" اعتبرت في تقريرها النهائي الذي اعلنته الأحد أن الغارة الإسرائيلية على سفينة المساعدات وكذلك الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على القطاع "يتوافقان مع القانون الدولي". واتفق أعضاء اللجنة الستة الذين كلفوا بالنظر في الجوانب القانونية للهجوم الاسرائيلي على تبرئة اسرائيل ، وقالت اللجنة التي يتراسها القاضي يعقوب تيركل وتضم اثنين من المراقبين الدوليين في تقريرها :"إن فرض حصار بحري على قطاع غزة، بالنظر الى الدوافع الامنية والجهود التي تبذلها اسرائيل للوفاء بالتزاماتها الانسانية، كان قانونيا ومتوافقا مع القانون الدولي". وأضاف تقرير اللجنة الذي يحتوي على 300 صفحة ان استخدام القوة اثناء الهجوم على سفينة مافي مرمرة التركية كان "شرعيا ومتوافقا مع القانون الدولي". وعلى الرغم من توجيه لجنة تيركل بعض اللوم للأسلوب الذي تم به تخطيط العملية، إلا أن النتيجة التي توصلت إليها برأت إسرائيل والجنود الذين نفذوا الهجوم. وكانت قوات اسرائيلية خاصة هاجمت السفينة مافي مرمرة المتجهة من تركيا إلى قطاع غزة في 31 مايو/ أيار الماضي مما أدى لمقتل تسعة ناشطين على متنها . وخلص تحقيق أجرته الأممالمتحدة إلى أن الجنود الإسرائيليين أظهروا مستوى غير مقبول من الوحشية .