قال الداعية الإسلامي الشيخ أحمد التركي إن سوء التربية أحد أبرز أسباب عقوق الوالدين، وأنه اذا كانت الطباع طباع سوء فلا أدب يفيد ولا أديب، مدللا على ذلك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «بروا آباءكم تبركم أبناؤكم». وأوضح التركي خلال حديثه ببرنامج «الدين والحياة»، الذي تبثه قناة «الحياة»، أن هناك أبناء مولودون والعقوق من طبعهم، مثل ابن سيدنا نوح عليه السلام، الذي سجل القرآن الكريم قصته في قوله تعالى: «ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين، قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين» ولفت إلى أن رضا الله ورضوانه على عبد مرهون برضا والديه عنه، وسخطه على عبد مقرون بسخط والديه عليه، مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « رضا الله من رضي الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين». وشدد على أن حل مشكلة عقوق الوالدين يكمن في تدبر وتطبيق قوله تعالي: «واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا». وأضاف أن عقوق الوالدين سبب من أسباب سوء الخاتمة، مستشهدا بما جاء في الحديث الشريف: « كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه آت، فقال: شاب يجود بنفسه، قيل له: قل: لا إله إلا اللّه، فلم يستطع. فقال: كان يصلي؟ قال: نعم. فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهضنا معه فدخل على الشاب، فقال له: قل: لا إله إلا اللّه. فقال: لا أستطيع. قال: لم؟ قال: كان يعق والدته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أحية والدته؟ قالوا: نعم. قال: ادعوها. فجاءت، فقال: هذا ابنك؟ فقالت: نعم. فقال لها: أرأيت لو أججت نار ضخمة، فقيل لك: إن شفعت له خلينا عنه وإلا حرقناه بهذه النار أكنت تشفعين له؟ قالت: يا رسول اللّه، إذًا أشفع. قال: فأشهدي اللّه وأشهديني أنك قد رضيت عنه. قالت: اللهم إني أشهدك وأشهد رسولك أني قد رضيت عن ابني، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا غلام، قل: لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد ورسوله، فقالها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمد للّه الذي أنقذه بي من النار» واختتم التركي حديثه بالتأكيد على أن الله عز وجل علمنا أنه لابد من الصبر على طباع الوالدين إذا كان فيهما سوء، وهو ما تجلى في معاملة سيدنا ابراهيم عليه السلام لوالده كما أخبرنا القرآن الكريم: «إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا، يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا، يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا، يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا، قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا، قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا»