اتهم رئيس وفد حكومة الخرطوم بمفاوضات أديس أبابا أمين حسن عمر، الحركات الدارفورية بالالتفاف حول موضوع التفاوض الأساسي "وقف إطلاق النار" والضغط لفتح منبر جديد لدارفور في أديس أبابا. وقال عمر في تصريحات صحفية بمقر المفاوضات بأديس أبابا، إنهم التقوا بالوساطة الأفريقية صباح اليوم الخميس من أجل صياغة أجندة جديدة للتفاوض عقب تمسّك الحركات الدارفورية المسلحة بمبدأ الحل الشامل ومناقشة القضايا الإنسانية. وأضاف عمر أن التفويض الذي لديهم للتباحث حول وقف إطلاق النار في إقليم دارفور (غرب) فقط ولا تشمل ملفات أخرى. إلا أنه أكد أنه "لا مانع لدينا أن نتناقش حول قضايا في الإطار السياسي على أساس مرجعية وثيقة الدوحة"، في إشارة إلى الوثيقة التي تم التوقيع عليها بين الحكومة السودانية وحركة "التحرير والعدالة" بدارفور في العام 2011. وتتضمن وثيقة الدوحة لسلام دارفور 7 محاور هي التعويضات، وعودة النازحين واللاجئين، واقتسام السلطة، والوضع الإداري لدارفور، وحقوق الإنسان والحريات الأساسية والعدالة والمصالحة، والوقف الدائم لإطلاق النار، والترتيبات الأمنية النهائية وآلية التشاور والحوار الداخلي وآليات التنفيذ. ورفض رئيس وفد حكومة الخرطوم إعادة أي ملف تم نقاشه وفق وثيقة الدوحة مشددًا في الوقت نفسه على أنهم لن يجعلوا من مباحثات أديس أبابا بديلاً للدوحة. وأكد عمر تفهّم الحكومة لرغبة الوساطة في الوصول لاتفاق ينهي الأزمة. وفشلت الوساطة الأفريقية في إقناع طرفي التفاوض (وفد الحكومة السودانية والحركات الدارفورية ) بالمقترحات التي تقدمت بها الوساطة كأجندة للتفاوض مساء أمس حيث تمسكت الحركات المسلحة بمبدأ الحل الشامل ومناقشة القضايا الإنسانية بينما يتمسك وفد الحكومة بمناقشة وقف إطلاق النار وعدم فتح أي ملفات أخرى. وكان رئيس الآلية الأفريقية ثابو مبيكي، قد عقد مساء أمس أول لقاء مباشر بين وفد الحكومة السودانية برئاسة أمين حسن عمر، ورئيسي حركة "تحرير السودان"، مني أركو مناوي، وحركة "العدل والمساواة" جبريل إبراهيم، بعد ثلاثة أيام من التعثر. وقال أحد المشاركين في الاجتماع لوكالة "الأناضول"، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن الوساطة الأفريقية قدمت مقترحًا لأجندة التفاوض بين الطرفين وتمت مناقشتها يتضمن خمس نقاط هي "الحوار السياسي، ووقف إطلاق النار، والترتيبات الأمنية، ومنهجية التفاوض، والأوضاع الإنسانية (المرور الآمن للإغاثة وعودة النازحين)". وأشار المصدر إلى أن وفد الحكومة اعترض على إحدى النقاط فيما اعترضت الحركات المسلحة على نقطتين، دون مزيد من التفاصيل. وانطلقت في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، الأحد الماضي، جولة من مفاوضات الحكومة السودانية، والحركات المسلحة في دارفور، بمشاركة أكثر من 42 عضوا في "الجبهة الثورية"، فيما شاركت الحكومة بوفد يتكون من 7 أشخاص.