تحت عنوان " التنوع البيولوجى بسيناء " انعقدت الندوة العلمية بالقاعة الرئيسية بالمركز القومى للبحوث الأحد 23 نوفمبر والتى نظمتها اللجنة الوطنية للعلوم البيولوجية برئاسة الدكتور حسين سمير عبد الرحمن بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا برئاسة الدكتور محمود صقر. وفى الجلسة الافتتاحية رحب الدكتور أشرف شعلان رئيس المركز القومى للبحوث بالحضور وأكد أن سيناء ثروة قومية كبرى يعلم خباياها العلماء وأن هناك عملاً دؤوب من الباحثين بالمركز لتقديم دراسات تسهم بشكل كبير فى تنمية سيناء وقد كشف أحد الباحثين بالمركز مؤخراً عن جبل من البازلت المجروش بسيناء والتى يدخل فى العديد من الصناعات وطالب الندوة بالخروج بتوصيات عملية للإسراع فى تنمية سيناء. وأكد الدكتور حسين سمير عبد الرحمن رئيس اللجنة الوطنية للعلوم البيولوجية أن المحميات الطبيعية تشكل 15% من مساحة مصر وتعتبر مصر من الدول الرائدة فى صون التنوع البيولوجى وطبقاً لاتفاقية التنوع البيولوجى لعام 1992 فإن مصر أنشات محطات للرصد البيئى وبرامج لحماية شبكة المحميات الطبيعية وأنشات المتحف المصرى للتاريخ الطبيعى وهذه الندوة سوف تلقى الضوء على التهديات التى يتعرض لها التنوع البيولوجى بسيناء. وأشار الدكتور سعيد شلبى نائب رئيس أكاديمية البحث العلمى للمجالس النوعية أن سيناء فريدة فى تنوعها البيولوجى من نباتات طبية وعيون طبيعية ونباتات ومحميات طبيعية وكلها عناصر جاذبة للسياحة والاستثمار وأوضح الدكتور منير الجنزورى أن محاور الندوة تتضمن الصخور والنباتات والحيونات بسيناء كما تلقى إطلالة على المحميات الطبيعية ودورها. التنوع البيولوجى المحاضرة الأولى للدكتور مصطفى فودة مستشار وزارة البيئة وعنوانها " المحافظة على التنوع الحيوى والسياحة البيئية فى مناطق المحميات بجنوب سيناء " وقد ألقى الضوء على أهمية التنوع البيئى كرأس مال قومى وثروة كبرى ومنها فى سيناء الشعاب المرجانية التى تحمى الشواطئ وتوفر الأسماك وتستغل سياحياً كمواقع للغطس والطيور المهاجرة وسمك القرش فهناك سياحة خاصة هى سياحة الطيور وسياحة رؤية سمك القرش فى بيئته الطبيعية مؤكداً أن مصر تمتلك 22 ألف نوع من الكائنات الحية وطالب بوضع أسس واستراتيجية ممولة لحماية واستغلال التنوع البيئى ونشر إصدارات للتوعية البيئية وعمل إنشاءات علمية صديقة للبيئة مثل مركز التدريب بشرم الشيخ. وأكد الدكتور مصطفى أن الأصول الوراثية للنباتات المصرية والكائنات الحية موجودة بالخارج لذا وجب التعامل بفكر جديد للحفاظ على التنوعى البيولوجى لأن التنوع البيولوجى حق أصيل من حقوق الإنسان فى أن يعيش فى بيئة صحية نقية وغذاء صحى خالى من التلوث ومدن خضراء وتعليم ممتاز والخطوة الثانية كيفية استثماره لصالح الإنسان. النباتات الطبية ألقى الدكتور السيد أبو الفتوح عمر أستاذ النباتات الطبية المتفرغ بالمركز القومى للبحوث محاضرة عنوانها " النباتات الطبية ودورها فى التنمية الشاملة لشبه جزيرة سيناء " مؤكداً أن مصر تمتلك 2000 نوع من النباتات الطبية والعطرية وتحوى سيناء 316 نوع نباتى منها 37 نبات متوطن مما يعد ثروة قومية بكل المقاييس وطالب بإنتاج مجموعة مختارة من النباتات الطبية ذات القيمة الاقتصادية والتصديرية بتطبيق الممارسات الزراعية الجيدة وإدخال صناعات صغيرة ومتوسطة قائمة على النباتات الطبية وفتح المجال فى الاستثمار فى النباتات الطبية والعطرية بسيناء إنتاجاً وتصنيعاً وتسويقاً وتجهيز وتصنيع وتسويق النباتات الطبية والعطرية للاستخدام الدوائى والغذائى سواءاً على هيئة مستخلصات أو أعشاب منفردة أو مشروبات طبية للإنتاج بواسطة أهالى سيناء بعد تدريبهم مع استخدام التكنولوجيا المتطورة فى عمليات الإنتاج وقد قام الدكتور السيد أبو الفتوح بزراعات لنباتات طبية بشمال سيناء شملت الزعتر السيناوى والحبق والزعرور والريحان والحصالبان والشمر والنعناع والمورينجا والبابونى والجاتروفا ويجفف النبات باستخدام أفران بالطاقة الشمسية وقد قام بعمل عقود مسبقة مع المزارعين لضمان توزيع منتجاتهم. سيناء المستقبل عدد الدكتور كمال شلتوت أستاذ النبات بكلية العلوم جامعة طنطا ثروات سيناء البيئية فى دراسة عنوانها " التنوع الحيوى النباتى فى سيناء: المخاطر والحلول " مؤكداً أن سيناء تحوى ما يزيد على 50% من النباتات البرية بمصر منها 70% أعشاب طبيعية 23% شجيرات قصيرة 3% أشجار متوسطة وبها 34 نوع من النباتات مقابل 60 نوع بمصر كلها بالإضافة للطحالب البحرية التى تمتلك منها سيناء 38.4% حيث أن 30% من شواطئ مصر بسيناء وأن هناك 2426نوع من النبات بمصر منهم 1286نوع بسيناء. والأهمية العلمية لهذا أن تلك النباتات تقدم النباتات الطبية والرعوية للحيونات البرية والمستأنسة وكذلك فهى غذاء بشرى ووقود وأخشاب كما تساهم النباتات فى بناء وتثبيت التربة فالتربة الخاوية تعصف بها الرياح كما تزيد من خصوبتها وهى أيضاً مصدات للرياح ووسيلة لتخزين وتنقية المياه. ولفت النظر إلى أن الخطورة التى تتهدد هذا التنوع البيولوجى الفريد بسيناء يتمثل فى إنشاء القرى السياحية بشكل عشوائى وكذلك إنشاء الطرق والمجتمعات العمرانية وقطع الأحجار وعلاج ذلك يتمثل فى تفعيل القوانين وتنشيط عمل المحميات الطبيعية الحالية بسيناء مثل محمية الزرانيق والأحراش وسانت كاترين ورأس محمد ونبق وأبو جالوم وطابا وكذلك السعى لإنشاء بعض المحميات الجديدة مثل وادى العريش وجبل المغارة والحلال وعمل دراسة للأثر البيئى للمشاريع الحالية والجديدة والالتزام بما يتوصل إليه من توصيات. وتضمنت محاضرة الدكتور محفوظ عبد الجواد الأستاذ بمركز البحوث الزراعية " التنوع البيولوجى : الاستثمار الجاذب فى سيناء يعمق الانتماء " المطالبة بمشاريع لاستغلال التنوع البيولوجى بسيناء تعتمد على النباتات الطبية والعطرية وتدريب أهالى سيناء على مهارات جديدة فى الإنتاج والتسويق وتحويل قلب سيناء الخالية من البشر إلى مناطق عامرة بالبشر واستغلال الثروة الحيوانية بسيناء مؤكداً أن مشروع قناة السويس الجديد سيؤدى حتماً لزيادة فرص الاستثمار بسيناء وتشغيل الشباب بينما ناقش الدكتور محمود حزين محمود موضوع جديد تماماً وهو مستقبل الزراعة المغناطيسية بسيناء باستخدام المياه الممغنطة فى الزراعة لزيادة الإنتاج مؤكداً أيضاً على أن المغناطيسية تساهم فى حفظ وتخزين البذور والموضوع قيد الدراسة ومزيد من الأبحاث للوصول للنتائج المرجوة. مناقشات وقد تضمنت المناقشات مطالبة الدكتور عبد الفتاح بدر أستاذ علوم الوراثة والتنوع البيولوجى بكلية العلوم جامعة حلوان بضرورة وجود تنسيق بين الجامعات وكل المراكز البحثية لإنشاء قاعدة بيانات متكاملة عن منظومة البحث العلمى بمصر حتى لا يعمل كل قطاع بمعزل عن الآخر وكذلك الربط بين المؤسسات البحثية وقطاع الإنتاج بالحكومة أو القطاع الخاص لربط البحث العلمى بسوق العمل ومتطلباته مؤكداً أن ثروات مصر تكمن فى عقول علمائها بينما أكد الدكتور هانى عبد المجيد عبد السلام أن مصر ليست دولة فقيرة بل هى أغنى دول العالم بالعلم والاستفادة من العلماء لكشف مكنون ثرواتها مؤكداً ان سيناء ما زالت أرضاً بكر خصبة لمشروعات التنمية المستدامة القائمة على الاقتصاد الأخضر الخالى من الكربون بإنشاء مدن صغيرة نظيفة تعتمد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح فقط وضرب مثلاً بمدينة " مصدر " بالإمارات العربية المتحدة وهى مدينة متكاملة تعتمد على الطاقة الشمسية. وطالب الدكتور هانى بنشر الثقافة الخضراء المعتمدة على تعليم نظيف لا يعتمد على التلقين بل الفهم والإدراك وسياحة خضراء حيث أن هناك سياحة رائجة عالمية وهى سياحة العودة للطبيعة واقتصاد أخضر يعتمد على الاستثمار فى بيئة نقية بل واستثمار البيئة النقية نفسها ولا يوجد أفضا من سيناء لتطبيق المنظومة الخضراء واقترح العلماء إنشاء متحف للتاريخ الطبيعى بسيناء. توصيات أوصت الجلسة الختامية للمؤتمر فى مساء نفس اليوم الأحد بإنشاء هيئة لشئون الطبيعة وزيادة تفعيل دور البحث العلمى ومساهمته فى الاستراتيجية الوطنية والمشروعات القومية التنموية وتطوير عمليات الإنتاج باستخدام التكنولوجيا المتطورة والاهتمام بحقوق الملكية الفكرية للتنوع البيولوجى فى سيناء والمحافظة عليه فى إطار مؤسسى يراعى البعد المجتمعى والتنموى وحظر الصيد الجائر ودعم زراعات النباتات النادرة بسيناء وحظر التعدى عليها شملت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور منير الجنزورى والدكتور محفوظ عبد الجواد والدكتورة سامية رزق والدكتورة منال عادل.