أكد قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي اليوم الجمعة، أن الجيش أفشل إقامة "إمارة ظلامية" تمتد من شرق لبنان الى البحر غربا، متعهدا مواصلة الحرب ضد "الارهاب" ب "لا هوادة"، في حين أعلنت الحكومة إلغاء كافة مظاهر الاحتفال بمناسبة عيد الاستقلال ال71. وتوعد قهوجي، في رسالة وجهها اليوم الى العسكريين بمناسبة عيد الاستقلال الي يحتفل فيه في 22 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، بمواصلة القتال ضد الارهابيين "بلا هوادة، وكذلك العمل على تحرير العسكريين المخطوفين لدى كل من تنظيمي "النصرة" "17 عسكريا" و"داعش" "7 عسكريين" في منطقة على الحدود السورية اللبنانية منذ آب/اغسطس الماضي. وخاض الجيش معارك ضارية ضد تنظيمات أصولية سورية في بلدة عرسال الحدودية، ابرزها "النصرة" و"داعش" في اوائل آب/اغسطس الماضي، اسفرت عن اختطاف العشرات من العسكريين اللبنانيين، ما زال 24 منهم في قبضة التنظيمين المذكورين، بالاضافة الى عشرات القتلى والجرحى من الطرفين. كما قاتل الجيش مجموعات سلفية مسلحة في مدينة طرابلس في شمال لبنان في تشرين الاول/اكتوبر الماضي، واستطاع بعد يومين من الاشتباكات السيطرة على الوضع وتوقيف عدد من المسلحين فيما فر اخرين. ولفت قهوجي حسبما ورد بوكالة "الأناضول" الاخبارية الى انه للمرة الثانية على التوالي، يفرض علينا الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، إلغاء احتفالٍ وطني عزيز على قلوب أبناء الوطن جميعاً، موضحا ان الجيش الغى الاحتفال الدوري الذي يقيمه عادة بذكرى تأسيسه في الاول من آب/اغسطس من كل عام حيث يتم تقليد السيوف للضباط المتخرجين، وكذلك الغى إقامة العرض المركزي الذي كان من المتوقع ان يقام يوم الاستقلال المصادف يوم غد السبت كما جرت العادة للاحتفال بهذه المناسبة. وأعرب عن امله ان يتم انتخاب رئيس جديد للبلاد في "أسرع وقت ممكن، ما يسهم بكلّ تأكيد، في انتظام عمل المؤسسات الدستورية وعودة الحياة الوطنية إلى مسارها الطبيعي". وفشل البرلمان اللبناني طوال 15 جلسة في انتخاب خلف للرئيس السابق ميشال سليمان الذي انتهت ولايته في 25 أيار/مايو الماضي. وقال قهوجي: "إن ذكرى الاستقلال تأتي و"لبنان مهدّد بكيانه في أخطر مخطّط إرهابي تشهده المنطقة جمعاء"، مخاطبا العسكريين "أنتم من أفشل هذا المخطط بدماء رفاقكم الشهداء والجرحى الأبطال، وأنتم من أحبط حلم إقامة إمارة ظلامية من الحدود الشرقية للوطن إلى البحر". وحذر من انه لو حصل هذا الامر لأدى الى "أحداث مذهبية مدمّرة تشمل لبنان بأسره، ولدخلنا في دوامة حرب أهلية أخطر ممّا يتصوره البعض"، مضيفا "كان تصدّيكم للتنظيمات الإرهابية وعزلكم لها في منطقة عرسال، ثمّ إنهاء وجودها الشاذ في مدينة طرابلس ومحيطها بسرعة قياسيّة، محطّ تقدير اللبنانيين وإعجاب دول العالم". وأكد ان "قرارنا واضح: إن الحرب ضدَّ هذه التنظيمات مستمرّة، فلا هوادة ولا استكانة في قتال الإرهابيين، حتى اقتلاع جذورهم من لبنان"، واعدا في الوقت نفسه بأن قيادة الجيش ستواصل بذل "أقصى الجهود ولن تدّخر وسيلة، في سبيل تحرير رفاقكم المخطوفين لدى هذا الارهاب، وعودتهم الى مؤسستهم وعائلاتهم". ودعا الجيش الى الاستعداد كذلك "لمواجهة العدو الاسرائيلي الذي يعمل على استغلال الظروف الإقليمية للإمعان في خروقاته واعتداءاته"، مشيرا الى ان "سهر القيادة على تطوير قدراتكم وتوفير احتياجاتكم من السلاح والعتاد". من جانبه، أصدر رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام تعميما قضى ب "إلغاء الاحتفالات بمناسبة عيد الاستقلال". وأوضح سلام في بيان صادر عنه اليوم انه "في ظل الاوضاع الراهنة تلغى الاحتفالات والاستقبالات الرسمية بعيد الاستقلال التي تقيمها عادة الادارات العامة والسفارات والبلديات والمؤسسات العامة". وأصدر رئيس الحكومة السابق ورئيس الكتلة النيابية ل "تيار المستقبل" سعد الحريري بيانا وصف فيه مناسبة عيد الاستقلال اللبناني لهذا العام بأنه "يوم حزين مشوب بالقلق على الحاضر والمستقبل".