افتتح محمد سلماوى رئيس اتحاد كتاب مصر مؤتمر "أفريقيا بعيون مصرية" ، لإثراء التواصل الثقافي الحضاري بين مصر ودول قارة أفريقيا، مؤكدا أن مصر و أفريقيا كيان واحد، و لا يصح النظر إليهما على أنهما قطبان يبتعدان و يتقاربان، وأضاف سلماوي، أن أساتذة التاريخ اتفقوا جميعًا، أن الحضارة المصرية هي حضارة أفريقية لها امتداد طبيعي منذ قدم الزمن. ولفت سلماوي إلى أن فترة الستينات كانت فترة توهج، في كل المجالات بين مصر وسائر الدول الإفريقية ، مشددا على أهمية عودة التعاون القوى بين مصر و أفريقيا ، و خاصة العلاقات الثقافية التى أعدها أهم من العلاقات السياسية ، فى تحقيق الوحدة و التواصل بين الشعوب . من جانبه أكد السفير محمود درينى، سفير إثيوبيا بالقاهرة على أهمية هذا المؤتمر فى فهم القارة السمراء و قضاياها و تحدياتها الإقتصادية، مشيراً إلى أنه على الرغم من ثروة إفريقيا الكبيرة، لكنها تعتبر أفقر القارات بكل المقاييس. وتحدث الدكتور عبد المنعم تليمة، رئيس المؤتمر، عن حركات التحرر فى أفريقيا ، و دعم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر لها ، مشيدا بالاتجاه السائد بعد ثورة 25 يناير لإعادة العلاقات المصرية الأفريقية إلى الصدارة . و كّرم اتحاد كُتاب مصر عددًا من سفراء إفريقيا والمهتمين بالشأن الإفريقي، وجاء على رأس المكرمين السفير محمود براري سفير مصر بإثيوبيا، والسيد إجلال عبدالحليم ممثل الاتحاد الإفريقي بالقاهرة، ونائب سفير السودان بالقاهرة، والسفير صبري مجدي صبري، والسفير رضا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق. و فى الجلسة الأولى من المؤتمر ، تحدث السفير رخا أحمد حسن عن التعاون الثقافي والفني المصري الأفريقي، مشيرا إلى أن بطرس بطرس غالى فى السبعينات أقام بروتكولات تعاون مع معظم الدول الأفريقية، و هو من انشأ الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا ،لافتا إلى أنه فى أوقات فتور العلاقات السياسية بين مصر و أفريقيا يظل التعاون الثقافى و الفنى قائما . وطالب السفير بمساهمة رجال الأعمال فى زيادة ميزانية الصندوق الفنى، الذى يواجه مشاكل فى أن ميزانيته لا تكفى الأنشطة التى يغطيها ، و ذلك بعد دمج صندوق الدول المستقلة بالصندوق الأفريقى . أما عن مستقبل العلاقات المصرية الأفريقية ، فتحدث السفير صبري مجدي صبري، أن التحدى الذى نواجهه لا يتعلق فقط بحوض النيل و مشكلة المياه ، بل أيضا بالكهرباء و التنمية و الموارد ،و مخاطر تهريب السلاح فى أفريقيا و القرصنة فهذة تحديات تواجه القارة بأكملها ، و لا تخص بلدا بعينها . و أشار السفير إلى أن ركود العلاقات مع أفريقيا حدث بعد محاولة اغتيال الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك ، مثمنا أهمية إعادة توثيق العلاقات من جديد ، و أهمية نظرة أفريقيا عن مصر بأنها دولة عربية مختلفة عرقيا ، لا تهتم سوى بالقضايا العربية و الصراع مع اسرائيل و لا تهتم بالقضايا الأفريقية . و لفت السفير لوجود مغالطات فى الكتب المدرسية المصرية عن الأواصر المصرية الإسلامية الأفريقية، و لذلك يجب تغيير النظرة من الجهتين، فأفريقيا ليست فقط حروب و مجاعات و أمراض كما يصورها الإعلام الغربى، فأفريقيا تمتلك كم من الثروات يجعلها أغنى من الغرب ذاته . وأكد السفير أن الدور الأهم يقع على " الأخ الأكبر "- مصر- لتوطيد أواصر العلاقات، مخاطبا الكتاب بالتوقف عن الإساءة للأفارقة فى المسلسلات و الإعلام . فيما قدمت د ثناء أنس الوجود ، نقد اجتماعى بنكهة إفريقية لرواية "المفسرون" ل"سوينكا" . و تحدث د. خالد أبو الليل عن "الملاحم الأفريقية " ، مشيرا إلى أن التراث الشعبى العربى تقارب مع الأفريقى، فى تصوير معاناة أبطال السيرة كعنترة بن شداد و بطل سيرة الأميرة ذات الهمة و غيرهم من الأبطال الذين امتلكوا بشرة سمراء ، و هذا يتماس مع معاناة بطل الملحمة الأفريقية التى تتحدث عن حضارة مالى " سونجاتا " . كما وجد الباحث تشابهات فى المعتقدات الشعبية بين ملحمة سونجاتا و السيرة الهلالية ، و منها " الطائر الأسود " و هو دلالة انتصار فى المعركة ، و " بركة المياه " دلالة تحقيق الأمنيات ، و عادة " تسمية المولود " فى السيرة الهلالية كان يمنح للطفل اسما فى اليوم السابع ، و فى ملحمة سونجاتا كان باليوم الثامن ، و كذلك عادة الإعلان عن " بكارة العروس " و تزوج أسيرات الحرب . و أضاف أبو الليل أن هناك تشابه أيضا فى الألعاب بين السير الشعبية العربية و الأفريقية ، لافتا لأهمية الاهتمام بالأدب الشعبى الأفريقي، و ليس الأدب الأفريقى فقط فى عمومه ، لما تحويه الملاحم الأفريقية من ثراء .