روما: أكدت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" أن أزمة الغذاء والتراجع الاقتصادي العالمي تسببا في رفع عدد الجياع العالم إلى أكثر من مليار شخص خلال 2009 وهي الأعلى منذ 40 عاما. وأوضحت "الفاو" أن هناك 1.02 مليار شخص في العالم يعانون من سوء التغذية بزيادة تبلغ حوالي 100 مليون شخص مقارنة بالعام الماضي. وأكد مدير عام الفاو جاك ضيوف أن زيادة عدد الجياع في العالم ترجع إلى إرتفاع أسعار الغذاء خاصة في الدول النامية وانخفاض الدخل وفقد الوظائف وحتى قبل الازمة المزدوجة الاخيرة للغذاء والركود وليس نتيجة لضعف المحاصيل. وقال وفقا لما ورد في وكالة الأنباء السعودية "واس" إنه بعد صدور التقرير السنوي الجديد حول الجوع في العالم فإن ارتفاع عدد الجياع في العالم أمر لا يحتمل في ظل توفر الوسائل الاقتصادية والتقنية لجعل الجوع يختفي وينقص. وكانت دول مجموعة الثماني قد تعهدت في يوليو الماضي بدفع بمبلغ 20 مليار دولار أمريكي خلال ثلاث سنوات لمساعدة الدول الفقيرة على اطعام نفسها في اشارة الى تركيز جديد على تنمية زراعية طويلة المدى. وقام برنامج الأغذية العالمي العام الماضي بجمع رقم قياسي بلغ خمسة مليارات دولار لاطعام الفقراء إثر ارتفاع اسعار الغذاء في الفترة بين 2006 و2008 ، فيما تلقى البرنامج حتى الان 2.9 مليار دولار. وأعلن جاك ضيوف، المدير العالم لمنظمة الغذاء والزراعة "الفاو" مؤخرا أنه يتعين زيادة انتاج الغذاء في العالم بنسبة 70% خلال الاربعين سنة المقبلة حتي يكفي لاطعام سكان المعمورة. وقال ضيوف الذي كان يتحدث للوفود المشاركة في منتدى بعنوان "كيف نطعم العالم عام 2050" يتوقع أن تؤدي عوامل مجتمعة من قبيل أثر النمو السكاني والنمو القوي للدخل والهجرة إلى المدن الى مضاعفة الطلب تقريبا على الغذاء والعلف والألياف. وأضاف أنه من الأهمية بمكان زيادة انتاج الغذاء في مناطق تكون فيها الحاجة له أكثر الحاحاً إذ أن من شأن التغير المناخي أن يؤدي إلى انخفاض الناتج المحتمل للغذاء بنسبة 30% في افريقيا وبحدود 21% في آسيا. وقال: يجب أن يكون هناك ثمة تركيز خاص على صغار المزارعين والنساء وسكان المناطق الريفية بالإضافة إلى أمر حصولهم على الاراضي والمياه والبذار عالي الجودة وادوات الانتاج الحديثة. وختم بقوله أن سوق الوقود المستخرج من المواد العضوية مثل أيضاً منافسة كبيرة لإنتاج الغذاء اذ أن انتاج هذا النوع من الوقود سوف يزداد بحوالي 90% خلال السنوات العشر المقبلة ليصل إلى 192 مليار لتر بحلول عام 2018. ومن المقرر أن تشارك دول العالم في السادس عشر من أكتوبر من كل عام بالاحتفال بيوم الأغذية العالمي الذي يصادف يوم بعد غد الجمعة تحت شعار "تحقيق الأمن الغذائي في زمن الأزمات". وأوضح وزير الزراعة السعودي الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم أن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة تسعى من وراء شعار (تحقيق الأمن الغذائي في زمن الأزمات) توجيه الرأي العام بواسطة أجهزتها المختلفة إلى خطر الجوع والفقر والحرمان الذي تعاني منه الكثير من الشعوب النامية. بالإضافة إلى تسليط الضوء على معانات صغار المزارعين والمناطق الريفية خلال الأزمة الاقتصادية العالمية الذين تأثروا بهذه الأزمة بشده جراء الارتفاع الحاد في أسعار الأغذية والوقود في عام 2007 - 2008م والأزمة المالية التي عانى منها العالم في عام 2007 - 2009م. وأبان أن يوم الأغذية العالمي لهذا العام يشكل فرصة للتذكير بضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي إجراءات فورية لمكافحة التأثيرات السلبية الناشئة عن ضعف الاقتصاد العالمي في أشد البلدان والسكان فقرا في العالم.