لندن: توقعت "منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي" إمكانية ان تحقق الأقتصاديات الصناعية المتقدمة انتعاشا "متواضعا" في الوقت الذي قلصت فيه المنظمة تقديراتها المتعلقة بحدة الانكماش الاقتصادي المنتظر ان تشهده دول مجموعة السبع خلال العام الحالي. واشارت المنظمة في تقرير لها إلي أنه من المتوقع ان يشهد الاقتصاد المجمع للدول الصناعية السبع انكماشا العام الحالي في حدود 3.7 % مقارنة بالتقديرات السابقة التي كانت ترجح انكماش اقتصاديات دول المجوعة بنحو 4.1 % خلال شهر يونيو. ورغم التقديرات الجديدة للانكماش إلا انها ستظل تمثل اصعب مرحلة تباطؤ اقتصادي منذ الحرب العالمية الثانية حيث حذرت في ذلك الصدد منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي من أن يؤدي َضعف مستويات ارباح الشركات والتوظيف بجاب الأداء الضعيف للسوق العقاري الى إبطاء حركة الانتعاش الاقتصادي. ويشير كبير الخبراء الاقتصاديين لدى منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي جورجن اليميسكوف الى انه مازال هناك حالة من الحذر إزاء مرحلة الانتعاش الاقتصادي وذلك في ضوء وجود بعض التحديات. غير انه اكد في الوقت ذاته زوال مخاطر عودة الاقتصاد العالمي لدوامة الركود مشيرا انه يتم التطلع حاليا لحدوث انتعاشاً اقتصادياً بوتيرة بطيئة. وأشار منظمة التنمية في تقريرها إلي اهمية ارجاء البنوك المركزية الرئيسية على مستوى العالم مسألة إرجاء رفع اسعار الفائدة حتى العام القبل على اقرب تقدير وتنسيق التعاون بينهم لكبح ارتفاع تكاليف الاقتراض في اسواق الائتمان. وتوقعت المنظمة في تقريرها الذي أوردته شبكة بلوم برج بالنسبة لأداء اقتصاديات مجموعة الدول الصناعية السبع حدوث نموا في كل من الولاياتالمتحدةواليابان والمانيا وفرنسا خلال الربع الحالي بينما ستكون كل من ايطاليا وبريطانيا وكندا معرضين للأنكماش قبيل العودة للنمو خلال الربع الاخير من العام الحالي. ولم تعدل منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي تقديراتها المتعلقة بالانكماش الاقتصادي المتوقع العام الحالي في الولاياتالمتحدة والمنتظر ان يكون في حدود 2.8 % بينما قدرت المنظمة الانكماش الاقتصادي بدول منطقة اليورو ليكون في حدود 3.9 % مقارنة بالتوقعات السابقة التي رجحت حدوث انكماشا اقتصاديا بنحو 4.8 %. ورجحت المنظمة ان يكون معدل الانكماش الاقتصادي في اليابان العام الحالي 5.6 % بدلا من 6.8 % لتشهد بذلك اليابان اصعب تباطؤ اقتصادي على مستوى مجموعة الدول الصناعية السبع . واشارت المنظمة الي ان الانتعاش الاقتصادي على مستوى الاسواق الناشئة يحظى حاليا بقوة دفع خاصة على مستوى الصين مؤكدة ان بدء تعافي الاقتصاد العالمي سيعني تراجع حدة الانكماش في اسواق العمل وتسارع حركة التجارة العالمية في الوقت الذي تبدو فيه مخاطر العودة للكساد الاقتصادي محدودة. وقد جاءت البيانات الاقتصادية التي اعلنت الأسبوع الحالي لتعكس استمرار تحسن اداء الاقتصاد العالمي حيث شهد مؤشر القطاع الصناعي في الولاياتالمتحدة اول نموا له منذ 19 شهرا كما سجلت احدى المؤشرات المشابهة على مستوى منطقة اليورو اعلى مستوى لها منذ 14 شهرا.