أعلن الناطق الرسمي للكرملين دميتري بيسكوف، أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش خلال اجتماع مع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الروسي، تدهور الأوضاع في منطقة دونباس الحدودية بين روسيا و أوكرانيا . وقال بيسكوف: «نوقش خلال الاجتماع عدد من الأسئلة حول الوضع الاجتماعي والاقتصادي، والشئون الدولية، بما في ذلك تدهور الوضع في دونباس بسبب الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار من قبل القوات المسلحة الأوكرانيّة"، نقلا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط. وعلى صعيد آخر، شدد الرئيس الروسي على أهمية توسيع تشكيلة الدعم الذي توفره روسيا لمشتري منتجات صناعتها الدفاعية وبحثت لجنة التعاون العسكري الفني بين روسيا والدول الأجنبية توطيد مواقع روسيا في سوق العالم للأسلحة. وذكر بوتين الذي ترأس اجتماع اللجنة، أن الصادرات الروسية من الأسلحة بلغت 10 مليارات دولار، منذ بداية عام 2014 حتى الآن، أي أكثر من 70 % من المبيعات المخطط لها في هذا العام. وأبرمت دول أجنبية في هذا العام صفقات جديدة لشراء ما تزيد قيمته على 7,5 مليار دولار مع مصنعي الأسلحة الروس. ويبقى الطلب على الأسلحة الروسية مستقرا، ولا ينخفض حجمه الإجمالي عن 50 مليار دولار. ولفت بوتين إلى استمرار ما وصفه ب"المنافسة غير النزيهة" في السوق العالمي، وإلى ظهور تحديات جديدة أمام روسيا في هذا المجال، معبرا عن اعتقاده بأن "روسيا تستطيع مواجهة هذه التحديات وتوطيد مواقعها". ومن أجل ذلك، يجب أن تحافظ روسيا على علاقاتها مع طالبي الأسلحة الروسية، وتقيم علاقات مع المزيد من مستوردي الأسلحة بالخارج. وشدد بوتين على ضرورة تحسين جودة المنتجات الروسية، وزيادة التعاون مع الدول المعنية وتسديد الالتزامات نحو مستوردي الأسلحة الروسية، مشيرا إلى أن "العديد من شركائنا يرون لهم مصلحة في ذلك". وتستطيع روسيا تزويد شركائها بالأسلحة التي أكدت قدراتها في ميدان القتال، وتفوق جودةً وكفاءةً نظيرتها الأجنبية، وفقا لما قاله بوتين. وشدد بوتين على أهمية توفير خدمة ما بعد البيع لمن يشتري الأسلحة الروسية، وإقامة المشاريع الصناعية المشتركة، وعلى أهمية توفير الدعم بكافة أشكاله للمشترين، وبالأخص تقديم قروض. وقال بوتين: "بدأنا بتوفير الدعم بأشكاله الجديدة، ويجب أن نوسع تشكيلتها". وعلى جانب آخر أشاد بوتين بالعمل المنسق الناجح من قبل بلدان منظمة معاهدة الأمن الجماعي في تعزيز الأمن، وخاصة مكافحة الإرهاب والمخدرات. وأشار خلال اجتماع المجلس البرلماني للمنظمة إلى وضع الآليات اللازمة وتحديد أهداف ومهام منظمة معاهدة الأمن الجماعي. ورحب الرئيس الروسي بممثلي أفغانستان وصربيا الذين حضروا الاجتماع بصفة مراقبين. وأشار بوتين إلى أن جميع أعمال المنظمة لم تكن لتتحقق لولا الدعم الشعبي وإدراك أهميتها من قبل القوى السياسية المختلفة في بلدان منظمة معاهدة الأمن الجماعي. ومن ناحية أخرى، قال الرئيس الروسي بعدما شاهد معرضاً عن الحرب الأهلية التي اندلعت في روسيا في أعقاب ثورة عام 1917، إن ما حدث في عام 1917 يمثل حدثاً هائلا. ولاحظ بوتين أن "الحُمر تمكنوا من التعبير عن أفكارهم بشكل مقتضب ومفهوم، لهذا أحرزوا الانتصار". ويحل اليوم الموافق السابع من نوفمبر ذكرى الثورة الروسية في عام 1917 التي غيّرت روسيا في القرن العشرين، حيث زار بوتين متحف تاريخ روسيا وشاهد معرضا للوحات إعلانية خاصة بالحرب الأهلية التي اندلعت في روسيا عقب ثورة أكتوبر 1917، خاضها مؤيدو الثورة "الحُمْر" ومناهضوها "البيض". ولا تحتفل روسيا الآن بذكرى ثورة عام 1917 رسمياً، لكنها لا تستطيع أن تتجاهل تلك الثورة التي أدت إلى إجراء تغييرات جوهرية على روسيا وباقي العالم. وقال بوتين: "ستحل في عام 2017 الذكرى المئوية لثورة أكتوبر العظمى كما يقول البعض، أو انقلاب أكتوبر كما يقول البعض الآخر، لكنه، في أية حال، حدث هائل".