تسعى تركيا إلى تحقيق تقدم على صعيد شراكتها الاستراتيجية مع أفريقيا من خلال قمة الشراكة الثانية بين الجانبين، بعد أن أصبحت أحد أكثر البلدان وجودًا على الساحة الأفريقية، من خلال سياسة الانفتاح، التي اتبعتها مع القارة السوداء. ونقلت وكالة "الأناضول" الإخبارية عن مصادر في الخارجية أن سياسة الانفتاح التركية، التي بدأت عام 1998، اكتسبت زخمًا مع إعلان الاتحاد الأفريقي عام 2008 تركيا شريكًا استراتيجيًّا، وعقد قمة التعاون التركي- الأفريقي في العام نفسه بمدينة اسطنبول، وبذلك أصبحت تركيا لاعبًا فعالًا في ميدان السياسة الأفريقية، عقب تطويرها علاقات سياسية وتجارية وثقافية مميزة مع البلدان الأفريقية. وكان من المزمع إقامة القمة الثانية في أحد البلدان الأفريقية بموجب آلية المتابعة التي وُضعت في قمة اسطنبول، إلا أنها تأجلت بسبب خلافٍ على استضافة القمة بين غينيا الاستوائية وإثيوبيا، إلى أن تم التوصل إلى اتفاق لعقدها في مدينة مالالبو، عاصمة غينيا الإستوائية ما بين 19 و21 من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري. ويشارك في القمة عدد محدد من البلدان، يمثلون القارّة بأسرها، وتمت دعوة موريتانيا، رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، وإثيوبيا، الرئيس السابق، والجزائر ونيجيريا وجنوب أفريقيا والسنغال وليبيا وزيمبابوي وكينيا وغانا وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومصر. ومن المنتظر أن تكون المشاركة من البلدان المذكورة على مستوى رئاسة الدولة في القمة، التي تعقد تحت شعار "نموذج شراكة جديد من أجل تنمية مستدامة لأفريقيا وتعزيز تكاملها". ويمثل تركيا رئيس جمهوريتها رجب طيب أردوغان برفقة وفد من 200 شخص يمثلون قطاع الأعمال؛ حيث تهدف القمة إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين تركيا والبلدان الأفريقية، ويُنتظر أن تتناول الشراكة القائمة حاليًّا، فضلًا عن إقرار خطة عمل 2014-2018 ووضع إطار بخصوص المرحلة المقبلة وإصدار بيان عن القمة. وساعدت سياسة الانفتاح التركية على أفريقيا، وهي مبنية على مبدأ "الشراكة المتساوية والمصلحة المتبادلة"، على تحقيق تقدم سريع في الكثير من المجالات، ومنها حجم التجارة وآليات الحوار السياسي والأنشطة التربوية والاستثمارات الاقتصادية. ومع تطور العلاقات، تبدّلت "سياسة الانفتاح على أفريقيا"، بدءًا من عام 2013 لتصبح "سياسة الشراكة الأفريقية"، وأصبحت تركيا من أكثر الدول فعالية في القارة الأفريقية إلى جانب البرازيل والصين والهند. ومن أهداف سياسة الشركة الأفريقية، المساهمة في تحقيق السلام والاستقرار في القارة الأفريقية، والمساعدة على تنمية البلدان الأفريقية اقتصاديًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا، وذلك بتقديم مساعدات بلا مقابل في العديد من المجالات، والمساهمة في تطوير الموارد الأفريقية بحيث توفر المنفعة للأفارقة، وتطوير العلاقات بين الجانبين على أساس الشراكة المتساوية والمصلحة المتبادلة.