بالرغم من أجواء التشاؤم التي تسيطر على أغلب الخبراء والأكاديميين ذكر خبير اقتصادي بارز أن الصين صاحبة ثالث أكبر اقتصاد في العالم تعد من العوامل الايجابية القليلة التي تمكنت من الحفاظ على آسيا ايجابية في مواجهة الكساد العالمي، وساعدت في الحيلولة دون وقوع المزيد من الانكماش الاقتصادي العالمي. وصرح الدكتور مايكل هيس كبير الاقتصاديين بمجموعة "أليانز" كبرى شركات التأمين في العالم للصحفيين في بكين أمس الاثنين بأن "الاقتصاد الصيني تخطى بالفعل أسوأ المراحل، ويبدو في مرحلة صعود قوي"، متوقعا أن يصل النمو الاقتصادي الحقيقي في 2009 إلى 6.5%. جاء ذلك خلال جولة آسيوية يقوم بها الخبير الاقتصادي الألماني يلقى خلالها محاضرات حول التحديات والفرص أمام آسيا في ظل الأزمة الراهنة، متوقعا تحسن الأداء الاقتصادي في أنحاء المنطقة مع استقرار التجارة العالمية في النصف الثاني من عام 2009". وبالرغم من التراجع الملحوظ الذي منيت به حركة الصادرات الصينية والتي أكد البعض أنها لا تدعو إلى التفاؤل إلا أن الصين مازالت تعول كثيرا على كل من خطة التحفيز المالي الضخمة التي تقدر بنحو 586 مليار دولار والنشاط الأخير المسجل في حركة الإقراض المصرفي حيث تتطلع لأن تكون أول دولة في العالم تنجح في التعافي من آثار ألأزمة الراهنة ،أكد مسئول اقتصادي بارز أن الصين ستتمكن بالقطع من الوفاء بالنمو الاقتصادي المستهدف خلال عام 2009 والمقدر بنسبة 8%. ولفت هيس إلى أن الصين تحركت إلى النمو الداخلي خلال الأشهر القليلة الماضية، ما اتضحت فعاليته، بيد انه من المحتمل أن يشكل التراجع المستمر للطلب على الصادرات خلال الأشهر المقبلة عائقا رئيسيا. وقال انه يتعين على الأسواق الصاعدة في آسيا من اجل تحقيق نمو قوي في المستقبل، أن تحاول على نحو صحيح تدعيم الطلب المحلي على المدى المتوسط،، مضيفا "إننا نتوقع أن يصل معدل نمو إجمالي الناتج المحلي لآسيا إلى 2.7% عام 2009، لكن هذا الانكماش الاقتصادي سرعان ما ستتجاوزه". ومن جانبه كان الخبير الاقتصادي ،فان قانغ ، قد أكد في وقت سابق أن الانتعاش الاقتصادي للصين له تأثير ايجابي على التنمية الاقتصادية في العالم وإن كان محدود. وقال قانغ وهو السكرتير العام لجمعية الإصلاح الصينية أن الصين دولة نامية وانتعاشها الاقتصادي له تأثير محدود على الاقتصاد العالمي الذي لن يخرج عن تباطؤه إلا بعد انتعاش الاقتصادات الكبرى، مضيفا انه في ظل استمرار تأثير الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد الحقيقي فان الاقتصاد العالمي يحتاج للاستعداد لعامين من الركود. ومن جانب أكثر تفاؤلا قال جوزيف ستيجليتز الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد إن توقعات النمو التي قدمتها أخيرا المؤسسات الدولية للاقتصاد الصيني في 2009 ، مازال ينبغي اعتبارها " إنجازا حقيقيا"، قائلا " بشكل عام اعتقد إنها متفائلة للغاية".