أكّد أنور الغربي، مستتشار الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، على أنّ قوات الأمن التونسية، والتي تمكّنت أمس الجمعة من تفكيك "مجموعة إرهابية"، على أتم الاستعداد لتأمين نجاح الانتخابات التشريعية المقرّرة في تونس ليوم غد الأحد. وأضاف الغربي، في مقابلة هاتفية مع الأناضول، أنّه "لن يكون هناك مكان للإرهاب في تونس، سواء خلال الانتخابات أو بعدها"، مشدّدا على أنّ العملية الأمنية التي قادتها قوات الأمن التونسية بمختلف فرقها في منطقة وادي الليل بمحافظة منوبة، الواقعة غربي العاصمة تونس، لن تعرقل سير الانتخابات. وبحديثه عن الجزئية الأخيرة، قال مستشار الرئاسة "هذا الحادث لن يكون له أيّ تأثير على الانتخابات، بل بالعكس، سيكون ذلك بمثابة الدافع بالنسبة للتونسيين للتوجّه نحو مراكز الاقتراع، لأنّ معظمهم أدرك، عقب قراءته الخاصة لأحداث وادي الليل، أنّ البلاد قد تنزلق في أي وقت إلى "متاهات الإرهاب"، في صورة لم يتمّ التحرّك في الإبان". وتابع "الشعب التونسي على وعي بوجود بعض العناصر الساعية إلى عرقلة العملية الانتخابية، وإلحاق الضرر بالبلاد، ونحن كنّا على يقين من أننا سنواجه مشاكل أمنية، ولكن علينا التغلّب عليها، ونحن مستعدّون لمواجهتها". وعن قراءته لأثر العملية الأمنية على الإرهابيين، أكّد الغربي أنّ هؤلاء "خسروا معركة اليوم أمس الجمعة، أمّا بالنسبة لنا، فحتى وإن لم نكسب الحرب ضدّ الإرهاب بشكل نهائي، إلاّ أننا تمكنا من تسجيل نقاط عديدة لصالحنا، وأثبتنا أننا نمتلك النفس الطويل والإصرار على القضاء على هذه الآفة المنتشرة في كلّ مكان"، لافتا إلى أنّ الإرهاب يشكّل تهديدا حقيقيا لا ينبغي التقليل من شأنه، وإنّما يتعيّن "عدم ترك أي مجال أمامه". وعن إمكانية تكرّر الحوادث الإرهابية خلال يوم الاقتراع، أي يوم غد الأحد، اعترف مستشار الرئاسة التونسية بأنه "من المرجح أن تقع محاولات لترهيب المواطنين يوم التصويت"، إلاّ أنّه بدا، في المقابل، على تمام الاقتناع، بأنّ "السلطات ستكون يقظة، كما أنّها اتخذت جميع الاحتياطات اللازمة"، للتصدّي لأيّ تجاوزات ممكنة. "التونسيون سينتخبون من أجل تونس وضدّ الإرهاب في آن، ومن أجل الأجيال القادمة أيضا"، يتابع الغربي، قبل أن يضيف "لقد استوعب التونسيون أنّ الإرهاب يشكّل خطرا وتهديدا يمكن أن يواجههم في كلّ مكان.. يمكن أن يكون جارا أو صديقا أو ما شابه.. ومن هذا المنطلق، فإنّ المواطنين سيضاعفون من درجات اليقظة". وفي ختام حديثه، قال مستشار الرئاسة التونسية إنّ "التصويت يشكّل التزام مواطنة من قبل كلّ واحد من التونسيين.. وغدا الأحد سيكون عنوان انطلاق لهذا الإلتزام.. إنّها بداية المغامرة بالنسبة لتونس.. سنقوم بانتخاب برلمان، والتحدّيات التي ستعقب ذلك ستكون هامة.. لا شيء سيكون هيّنا، غير أنه لا بدّ من المضي قدما وبشكل وسريع، بل سريع للغاية، من أجل إعادة بناء بلدنا، لأنّ التحديات هائلة وضخمة بشكل كبير". وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية، محمد علي العروي، قال، أمس الجمعة، إن "الشبكة الإرهابية التي قامت قوات الأمن التونسي بمحاصرتها في منطقة وادي الليل بمحافظة منوبة غرب كانت تعمل على تسفير الشباب للقتال في سوريا مرورا بالقطر الليبي كما تخطط للقيام بعملية إرهابية بمحافظة قبلي جنوب. وأضاف العروي، خلال مؤتمر صحفي مشترك بين وزارتي الداخلية والدفاع، عقد بقصر الحكومة بالقصبة، إن "قوات الأمن تمكنت من قتل 6 إرهابيين من بينهم 5 نساء إضافة إلى اعتقال إرهابي وامرأة أخرى أثناء مداهمتها لمجموعة إرهابية متحصنة في منزل بمنطقة وادي الليل". وفي سياق متصل قال المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية في المؤتمر الصحفي نفسه المقدم، بلحسن الوسلاتي، إن قوات الجيش تواصل القيام بعمليات التمشيط لتعقب المجموعات المتحصنة بالمغارات والمرتفعات الغربية. وأضاف الوسلاتي أن "وحدات الجيش تقوم بعملية تمشيط ورميات بالوسائل الجوية والأرضية بالمرتفعات الغربية لمحافظة الكاف . ووضعت السلطات التونسية قوات الأمن والجيش المتألفة من 80 رجلا، في حالة تأهب قصوى تحسبا لأية مخاطر "إرهابية"، بالتزامن مع انتخابات تشريعية تبدأ داخل البلاد غدا الأحد. وتواجه تونس هجمات وأعمال عنف منذ مايو2011 ارتفعت وتيرتها عام 2013، وتركزت في المناطق الغربية المحاذية للحدود الجزائرية، وخاصة في جبل الشعانبي بمحافظة القصرين. وتستعد تونس لإجراء انتخابات تشريعية يوم غد الأحد 26 من الشهر الحالي، تليها الانتخابات الرئاسية في 23 من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وبحسب أرقام شبه رسمية، يشارك 80 ألف عنصر من الشرطة والجيش والأمن الخاص في تأمين اقتراع الأحد.