يشكك أعضاء بلجان الحماية الشعبية النيجيرية، الذين كانوا جزءا من معركة الحكومة ضد مسلحي جماعة "بوكو حرام" في المنطقة الشمالية المضطربة، في جدية اتفاق وقف إطلاق النار المعلن بين الحكومة والحركة المسلحة. وفي حديث لوكالة الأناضول، قال "جوبرين غوندا"، المتحدث باسم "قوة المهام المشتركة المدنية"، وهي بمثابة لجان حماية شعبية أوكل إليها مهمة مكافحة الإرهاب،: "نحن لا نعلم شيئا عن الاتفاق، وليس لدينا حتى أي معرفة طفيفة به، وسمعنا به مثل أي شخص آخر". وأضاف "جوندا": "لا يمثل أي أحد هنا جزء من الاتفاق، حتى على مستوى حكومة الولاية". وأصبحت "قوة المهام المشتركة المدنية" (جيه. سي. تي. إف.)، معروفة بشكل رسمي مطلع العام الماضي، كمجموعة ذاتية التحفيز من الشباب الذين كانوا عازمين على إنهاء عهد الإرهاب الذي بدأه متمردو جماعة "بوكو حرام". وينتمي معظم أعضاء الجماعة إلى السكان الأصليين أو فقراء ولاية "بورنو"، ولا سيما مدينة مايدوغوري العاصمة الإقليمية للولاية، ويعتبر "أدامو بوبا"، الذي يعتقد أنه أسس هذه المجموعة، القائد العام ل"قوة المهام المشتركة". ويشيد النيجيريون بالجماعة، التي تجري في كثير من الأحيان تفتيشا من منزل إلى آخر بحثا عن مسلحي "بوكو حرام"، للمساعدة في ضمان الهدوء النسبي في عاصمة الولاية، حيث أجبروا المسلحين على الفرار من مايدوغوري إلى الأدغال، ولا سيما غابة "سامبيسا". وبعد ما أوردته تقارير حول "إساءة المعاملة والتعسف" من جانب أفراد المجموعة، تحركت حكومة ولاية "بورنو" لتقنين أنشطة "قوة المهام المشتركة"، من خلال إنشاء سبل لتحديد هوية أعضائها، وتدريبهم. وفي الوقت الذي تم فيه تقسيم الجماعة، ونشر ممثليها في العديد من مناطق الولاية، لا يعرف عدد الأعضاء المنتمين إليها في المنطقة الشمالية الشرقية المضطربة، على الرغم من أنه يعتقد أن أغلبهم يتمركزون في مدينة مايدوغوري. وأشار "جوندا" إلى أن المسلحين (بوكو حرام) واصلوا مهاجمة القرى، وتهجير السكان، منذ أعلنت الحكومة عن اتفاق وقف إطلاق النار. وتابع: "لم نر أي شيء عمليا على أرض الواقع، يشير إلى أنه تم التوصل لأي وقف إطلاق نار". ومضى "جوندا" متسائلا: "الهجمات ما زالت مستمرة، وعندما يحدث هذا كيف يمكنك أن تؤكد وقف إطلاق النار؟". واختتم بالقول: "الهجمات التي سمعتم بها أكثر من حقيقية، ومنطقة أبادام التابعة للحكومة المحلية لولاية بورنو سيطر عليها المتمردون بالكامل هذا الأسبوع". وخلال الأسبوع الجاري، اختطف مسلحون يشتبه في أنهم ينتمون إلى جماعة "بوكو حرام" ما يربو على 100 فتاة في حادثتين منفصلتين، خلال هجمات متفرقة شنوها في ولاية "أداماوا"، شمال شرقي البلاد، حسب مصادر أمنية وسكان محليين. وتأتي حادثتي الاختطاف بعد إعلان الحكومة النيجيرية الجمعة الماضي، اتفاق وقف إطلاق النار مع "بوكو حرام". وينص الاتفاق على العودة الآمنة لأكثر من 200 فتاة خطفتهم جماعة "بوكو حرام" قبل أكثر من ستة أشهر من بلدة شيبوك في ولاية "بورنو" لتبادلهن مع المسلحين المحتجزين، وهو ما لم يشهد إحراز أي تقدم ملموس حتى الساعة. لكن اتفاق وقف النار إطلاق أثار شكوكا واسعة النطاق، ولاسيما بعد خرقه عدة مرات، إثر تجدد القتال في ولايتي "بورنو" و"أداماوا" شمال شرق البلاد، ما أسفر عن مقتل نحو 28 مسلحا على الأقل من جماعة "بوكو حرام" في اشتباكات مع القوات النيجرية الأحد الماضي، ومقتل عدة أشخاص في هجمات شنها مسلحو الجماعة على اثنين من المجتمعات المحلية في "بورنو". وعلى الرغم من ذلك أكدت مصادر حكومية، أن وقف إطلاق النار حقيقي، وأشارت إلى محادثات إضافية لا تزال جارية في العاصمة التشادية نجامينا. ومنذ مايو/ آيار من العام الماضي، أعلنت الحكومة النيجيرية حالة الطوارئ في ولايات بورنو، ويوبي، وأداماوا في شمال شرقي البلاد، بهدف الحد من خطر "بوكو حرام". وقتل وجرح آلاف النيجيريين منذ بدأت "بوكو حرام" حملتها العنيفة في عام 2009 بعد وفاة زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة. ويلقى باللائمة على الجماعة في تدمير البنية التحتية ومرافق عامة وخاصة، إلى جانب تشريد 6 ملايين نيجيري على الأقل منذ ذلك التاريخ. وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.