تشير إحصاءات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس إلى أن الفئة العمرية 18-40 سنة تمثل نسبة 67 بالمائة من الناخبين المسجلين، إي حوالي 3.4 مليون ناخب من إجمالي 5.2 مليون، ما يعني أن فئة الشباب هي الاكثر تمثيلا في صفوف الناخبين المدعويين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية المقررة الاحد المقبل. أما فيما يخص التقسيم حسب الجنس فتمثل النساء والرجال نسبة تكاد تكون متساوية بحوالي 50 بالمائة لكل. ويتركز أكبر عدد للناخبين في محافظاتتونس الكبرى (تونس ومنوبة وأريانة وبن عروس) التي بلغ مجموع عدد الناخبين فيها مليون و229 ألف و241 ناخب، تليها دائرتا صفاقس 1 وصفاقس 2 (جنوب) بمجموع 440 ألف و809 ناخبا، ومن ثمة دائرتا نابل 1 ونابل 2 (شرق) ب369ألف و912 ناخبا في حين تتوزع البقية في مختلف محافظات البلاد. وفي تصريح للأناضول، توقع أستاذ العلوم السياسية عبد الوهاب حفيظ أن " تكون نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية الحالية أقل من نسبة المشاركة في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي لسنة 2011، أي بعد أن كانت تقدر ب 52% في الاولى فإنها قد تهبط إلى 32% وبالتالي ستكون المشاركة دون المستوى المأمول." كما رأى في السياق أن"هناك نوعا من استمراريّة حالة عدم المبالاة في صفوف الشباب والنساء وكذلك وفي المجتمع الريفي وشبه الريفي وذلك يعود إلى مؤشرات عديدة من بينها الاهتمام أكثر بالانتخابات الرئاسية" المقررة في 23 نوفمبر/تشرين ثاني المقبل. أما عن الاتجاهات التصويتية للناخبين، فأوضح حفيظ أن "هناك اتجاها نحو معاقبة أحزاب الترويكا (الحكومة الائتلافية المتكونة من حركة النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وتشكلت عقب الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي) وهو ما ستستفيد منه عديد الأحزاب خاصة منها المنتمية للعائلة الدستورية" المحسوبة على النظام السابق. وأضاف في السياق ذاته أن "هناك تصويتا بالولاء لطرف سياسي ما إذ يوجد مثلا من يعتقد أن مستقبل تونس يجب أن يبنى بمعزل عن ماضيها وعن الأحزاب التي حكمت في السابق والمنتمية لنظام بن علي". وعلى الصعيد الجغرافي، أشار المحلل السياسي إلى أن هناك اتجاهات تصويتية واضحة للناخبين في بعض المحافظات مثل "محافظة نابل (شرق) حيث من المرجح أن تكون موالية لحزب نداء تونس (يمين) في حين أن بنزرت (شمال) وصفاقس (جنوب) ستصوت لفائدة حركة النهضة، أما مناطق الشمال الغربي فلديها موقف نقدي من حركة النهضة وبالتالي فإنها ستصوت إما لحزبي الجبهة الشعبية (يسار) او لنداء تونس". وتابع: "في المقابل فستكون حظوظ حركة النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية أوفر في محافظاتالجنوب الشرقي، أما الجنوب الغربي فسيميل الناخبون فيه إلى التصويت لفائدة قائمات مستقلة مع وجود قوي للجبهة الشعبية او للنهضة". وخلص حفيظ إلى أن "تطور نسق الحملة الانتخابية خلال هذا الأسبوع الاخير لها سيكون حاسما بالنسبة إلى توجهات التصويت بالنسبة للناخبين الذين لم يحسموا امرهم بعد والتي ستكون منحصرة بين الخوف من الماضي وأشباحه وبين القطيعة مع تجربة الترويكا." وبحسب نتائج التعداد السكاني الأولية الذي أعلن عنه مؤخرا المعهد الوطني للإحصاء فإن عدد سكان تونس بلغ عشرة ملايين و982 ألف و754 نسمة، أكثر من نصفهم أقل من 18 عاما وهي الفئة العمرية صغيرة السن التي لا يحق لها التصويت في الاستحقاقات الانتخابية لهذا العام، وإن كان سيكون لها وزن انتخابي أكبر في السنوات اللاحقة.