أدى تساقط الأمطار الغزير بشكل مفاجئ على تجمع مخيمات الكرامة، الواقعة بمنطقة أطمة بريف إدلب شمال سوريا، إلى حدوث فيضات داهمت خيم النازحين، وجرفت خيما أخرى، الأمر الذي دفع النازحين لحفر خنادق حول المخيم. ومع تساقط المطر بشكل مفاجئ قبل أيام، شكل تجمع السيول القادمة من الوديان فيضانات تسببت بأضرار على ممتلكات النازحين، فيما لجأ هؤلاء إلى حفر خندق حول المخيم تحسبا لموسم شتاء مقبل، وتساقط أمطار أكثر. وقال ابو عامر شاليش مدير المخيم، في تصريح لوكالة "الأناضول" الإخبارية، أن مخيم "شام العزة" تعرض لمطر غزير مفاجئ، مما أدى لفيضانات كبيرة، وجرف 10 خيم بالكامل، وحدوث أضرار أخرى. وأوضح شاليش أنه لم يحدث أي أضرار بشرية بالنازحين، ودرءا لفيضانات مماثلة في المستقبل، اتخذت بعض الإجراءات منها حفر خندق يحيط بالمخيم. من ناحيته، قال أحد النازحين: "إنه مع عائلته كانوا في المخيم، حينما هطلت الأمطار فجأة، وبشكل كثيف، فجرت المياه من الوديان وصولا إلى إلى المخيم، لتداهمها المياه". وفي تصريحات ل "الأناضول" الإخبارية، لفت إلى أنه تمكن من إخراج أطفاله من الخيم، إلا أنه فشل في إنقاذ الأشياء في الداخل، ولم يبقى لهم شيء من فرشهم. وأشار إلى أنه "يعمل على حماية خيمته من خلال فرش الرمال على أرضيتها وعزلها عن الأوحال"، مؤكدا أن "هذا مجرد البداية والأيام المقبلة ستشهد مزيدا من الأمطار، على الرغم من أنها أمطار خير وبركة". وتفتقد المخيمات التي أنشأت على عجل داخل سوريا، على كثير من أبسط مقومات الحياة، بعد أن اضطر النازحون بناءها على عجل هربا من مناطق الأزمة في البلاد، حيث تشهد سوريا حراكا يطالب بإسقاط النظام، منذ أكثر من 3 أعوام. ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من "44" عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من "191" ألف شخص، بحسب إحصائيات الأممالمتحدة.
