بدأت مشاكل انتشار ميليشيات أنصار الله "الحوثيين" إلى شمال غرب وغرب اليمن في الظهور أثر انتفاض مواطني هذه المحافظات ضدهم رافضين وجودهم في أراضيهم، بعد وضوح هدف الجماعة في حصولهم على المزيد من النفوذ في هذه المناطق بعد دخولهم صنعاء وتحقيق أهداف سياسية بانتشارهم في المحافظات التي تطل على البحر الأحمر. ولم تفلح تبريرات الحوثيين بأنه يهدفون الى مساعدة قوى الأمن في حفظ النظام في هذه المناطق ومحاربة تنظيم أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة في اليمن خوفا من امتداد نفوذهم إلى هذه المناطق. وقد قوبل تقدم الحوثيين إلى محافظات الحديدة واب والبيضاء، برفض من مشايخ ووجهاء المحافظات، وقامت قوى الحراك الوطني بالدعوة إلى مظاهرات اليوم رفضا لوجود الحوثيين. ففى محافظة الحديدة دعا الحراك السياسة ومشايخ المحافظة إلى تظاهرة كبيرة اليوم رفضا لوجود الحوثيين بعد المظاهرة التي قاموا بها أمس حاملين أسلحته في التأكيد على استعدادهم لاستخدامه لإخراجهم من المحافظة الإستراتيجية - التي تعد أهم ميناء في اليمن على البحر الأحمر - وأصدروا بيانا أمهلوا فيه الحوثيين حتى اليوم للخروج من الحديدة ، وأكدوا أنهم أصحاب الحق فى الدفاع عن مدينتهم . وشهدت محافظة أب أعنف اشتباكات بين الحوثيين وقوى الحراك الوطني وجماعة الإصلاح "الإخوان" أسفرت عن مقتل 32 من الجانبين أكثرهم من أنصار الله، ولم يصمد أتفاق وقف إطلاق النار كثيرا، وتجددت المعارك خاصة في عاصمة المحافظة ومدينة يريم بعد قيام ميليشيات الحراك بنصب كمين للحوثيين الذين كانوا في طريقه لمساندة زملائهم في آب، وقام وسطاء من القبائل بجهود لوقف اطلاق النار ، وتقرر عقد اجتماع اليوم لوقف الاشتباكات بعد الهدوء الذى ساد يريم عصر أمس. وبعد سيطرة أنصار الله على مدينة يريم أدت الوساطات إلى التوصل إلى نقاط تضمنت وقف المواجهات وإخراج المسلحين من المحافظة وتسليم أمن المنشأت الحكومية والبنوك إلى وحدات من الحرس الجمهوري، وسوف يعقد اجتماع اليوم للتوقيع على اتفاقية بذلك. وفى محافظة البيضاء حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين أنصار القاعدة والحوثيين، دخلت ميليشيات الحوثيين إلى مديرية رداع وطردت القاعدة منها، واضطرت إلى الانسحاب منها إلى أطراف المدينة بعد قيام القاعدة بقصف مواقعه ومنازل أنصارها، ومن المقرر أن يعقد اجتماع اليوم بمقر المحافظة للتوصل الى حل يمنع حدوث مواجهات بين الطرفين على أراضى المحافظة، وأن تحمى كل قبيلة منطقتها بعد الإضرار التي تعرضت لها مناطق القتال وهروب المواطنين بسبب الاوضاع الامنية المتدهورة وإغلاق المدارس والجامعات. وكانت محافظة تعز من أولى المحافظات التي فطنت إلى خطورة وجود الحوثيين على أراضيها ورفضت دخولهم إليها خوفا من قيام تنظيم القاعدة بالهجوم على ميليشيات الحوثيين، وتوصلت إلى اتفاق يقضى بعد دخولهم. وفى محافظة البيضاء التي يتواجد بها ميليشات للقاعدة، تتواصل المواجهات بين الحوثيين فى مديرية رداع، فبعد سيطرة الحوثيين على رداع اثر معارك عنيفة، اضطروا إلى التراجع بعد قيام القاعدة بقصف مواقعه وبيوت أنصارهم.