توفي مساء السبت المفكر والكاتب اللبناني منح الصلح عن عمر يناهز السبعة والثمانين عاماً، ونعت دار الندوة التي أسسها وترأس مجلس إدارتها الصلح منذ عام 1987، واللقاء اللبناني الوحدوي الذي أسسه وترأسه منذ عام 1992، والمنتدى القومي العربي الذي شارك في تأسيسه منذ عام 1992. كما نعته نقابة الصحافة اللبنانية ونقابة المحررين، إضافة إلى المؤتمر القومي العربي الذي كان أحد مؤسسيه عام 1990، والمؤتمر القومي الاسلامي الذي كان ايضا أحد مؤسسيه عام 1994. ويشيع الصلح اليوم الإثنين، ويصلى على جثمانه بعد صلاة العصر في جامع الخاشقجي. وتلقى الصلح، المولود عام 1927، علومه في الجامعة الأمريكية في بيروت، وتوجه بعد ذلك إلى فرنسا لتحضير دكتوراه في الأدب العربي في جامعة السوربون، لكنه عاد بعد سنة ونصف دون أن يتم مهمته، لينخرط في الحياة الثقافية والصحفية اللبنانية. ورغم أن المفكر اللبناني من عائلة عرفت بتاريخها في العمل السياسي، إلا أنه ترفع باستمرار عن المناصب التي عرضت عليه، ولم يهرول خلف الكسب المادي، أو نجومية القلم. وكُرِم الصلح، في يونيو الماضي، بمبادرة من قبل الهيئات الثقافة اللبنانية، وبمبادرة من "اتحاد الكتاب اللبنانيين"، في "دار الندوة" في بيروت. وللمفكر اللبناني الراحل الكثير من المؤلفات، من بينها، "المارونية السياسية"، و"الانعزالية الجديدة في لبنان"، و"الإسلام وحركة التحرر العربي"، و"مصر والعروبة"، و"الثورة والكيان في العمل الفلسطيني". ومنحه رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال سليمان، عام 2011 وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور، تقديرا لعمله الطويل في مجال الفكر والسياسة وعطاءاته المتعددة. نعى الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، المفكر والكاتب اللبناني والعربي الكبير، منح الصلح. وقال العربي، إن المفكر الراحل، منح الصلح، عاش حياته مدافعاً عن وحدة لبنان وميثاق العيش المشترك بين اللبنانيين، مناصراً للقضية الفلسطينية وللقضايا العربية، مؤمناً بالعروبة، ثقافة وفكراً حضارياً مستنيراً، وبغيابه تفتقد منابر الفكر والسياسة اللبنانية والعربية واحداً من أبرز رجالاتها. كذلك نعاه رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في بيان قائلاً أنه "برحيل منح الصلح فقد لبنان قامة وطنية كبيرة عرفت مبكرا معنى لبنان، وأدركت أهمية الصيغة اللبنانية فتحولت ضميرا وطنيا وصاحب رأي في العمل العام جند نفسه دائما لتصويب المسار وترجيح كفة الاعتدال ووحدة لبنان وديمقراطيته خصوصا في الاوقات الصعبة حين فقدت الاتجاهات وارتفع صوت التطرف". واعتبر أنه "بغياب الصلح فقد العالم العربي مفكرا كبيرا وفارسا من فرسان العمل القومي جعل قضية فلسطين في مرتبة القداسة، وآمن بامتنا العربية وبحقها وقدرتها على احتلال مكان لائق بين الأمم". وأشار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى أن "الصلح كتب الفصل الأخير من سيرة الوجع العربي ورحل"، لافتاً إلى أن "له في السياسة أكثر من كثيرين تقلدوا مقاليد الحكم والسلطة ونالوا نصيبهم غير مرة من مقاعد المجلس النيابي، وله في الكتابة ملاحم لن يجف أثرها في الفكر العربي المعاصر، وله في الوطنية وهج عائلة قدمت رجالا رصعوا جبين لبنان بعظيم المواقف والإنجازات". وقد صدرت بيانات نعي له من الرؤساء: سليم الحص، نجيب ميقاتي، وفؤاد السنيورة، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وشخصيات سياسية وثقافية وإعلامية.