تدفقت حشود كبيرة من "المتعجلين" نحو جسر الجمرات بعد الزوال ( وقت الظهر)، على جسر الجمرات -ثاني أيام التشريق والذي يعرف بيوم "التعجل"- لرمي الجمرات الثلاث في مشعر منى. وأظهرت صور مباشرة بثها التليفزيون السعودي تدفق أعداد ضخمة من ضيوف الرحمن على جسر الجمرات . وتشهد الساعات من 11 صباحا إلى الثانية ظهرا ( 8:00- 11:00 تغ) من ثاني أيام التشريق، أعلى كثافة بشرية في جسر الجمرات، وتعد هذه ساعات الذروة في رمي الجمرات للمتعجلين. ويعد اليوم هو أصعب أيام الرمي؛ نظرا لحرض غالبية الحجاج على رمي الجمرات بعد الزوال مباشرة، ومغادر منى قبل غروب الشمس، إلى الكعبة لأداء طواف الوادع . ويترقب الجميع مرور يوم التعجل بسلام ، وتحرص فيه كل الأجهزة المعنية بشؤون الحج على مروره بالشكل المطلوب كونه يمثل المحك الأساسي لنجاح خطة الحج وسلامته. وفيما أنهى حجاج رمي الجمرات منذ ساعات الصباح الأولى، عاملين بالفتاوى التي تجيز الرمي قبل الزوال، يتوجه الغالبية الحجاج إلى رمي الجمرات بعد زوال شمس اليوم (بعد الظهر) لرمي الجمرات الثلاث. وكان وكيل وزارة الحج المتحدث الرسمي باسم الوزارة حاتم قاضي ، قد بين في تصريحات سابقة، أنه في يوم الثاني عشر من ذي الججة هناك ساعات في الخطة محظور فيها الخروج من المخيمات لأداء شعيرة الرمي تفاديا لوقوع زحام وهي بين الساعة 11 صباحا حتى الساعة 2 ظهرا ما عدا الحجاج الذين يستخدمون قطار المشاعر وعددهم نحو 360 ألف حاج . وبعد الرمي يتوجه "المتعجلون" من حجاج بيت الله الحرام إلى بيت الله العتيق بمكةالمكرمة، لأداء طواف الوداع، آخر مناسك الحج. يأتي هذا وسط استعدادات وخطط أمنية ومرورية شاملة ومتابعة دقيقة لتفويج جموع حجاج بيت الله الحرام، المتعجلين، المتوقع أن ينهوا حجهم اليوم. ورغم ما يشهده جسر الجمرات من زحام شديد، قالت وكالة الأنباء السعودية إن حجاج بيت الله الحرام قد رموا ، الجمرات الثلاث بيسر وسهولة. وإذا رمى الحاجُ الجمارَ اليوم " ثاني أيام التشريق "، كما فعل في اليوم الأول، أباح الله له الانصراف من منى إذا كان متعجلاً، وهذا يسمى النفر الأول، وبذلك يسقط عنه المبيت ورمي اليوم الأخير، بشرط أن يخرج من منى، قبل غروب الشمس، وإلا لزمه البقاء لليوم الثالث. وسيمكث الحجاج الراغبون في التأخر إلى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة في مشعر منى ، ويرمون في ذلك اليوم الجمرات الثلاث، كما رموها في يومي الحادي عشر والثاني عشر مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة، يتوجهون بعدها إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع. ووضعت الأجهزة الأمنية المعنية خطة دقيقة لضبط تفويج الحجاج المتعجلين أثناء رمي الجمرات قبل نفرتهم إلى مكةالمكرمة. وقالت وكالة الأنباء السعودية إن قوة الدفاع المدني المخصصة لدعم المسجد الحرام ضمن تشكيلات قوات الدفاع المدني استنفرت قدراتها لمواجهة الطوارئ بحج هذا العام في وداع حجاج بيت الله المتعجلين . وبينت أنه تمت زيادة عدد نقاط الدفاع المدني بالمسجد الحرام والساحات المحيطة به إلى 56 نقطة لتقديم خدمات الإسعاف والتعامل مع أي مشكلات طارئة ومساعدة لضيوف الرحمن الذين قد يتعرضون لأي مخاطر نتيجة الزحام أو التدافع في مداخل الحرم. وأوضحت قيادة قوة الدفاع المدني لدعم الحرم لجاهزية ما يزيد عن 3000 رجل دفاع مدني ينتشرون على مدار الساعة في أكثر من 35 نقطة يتم زيادتها إلى 56 نقطة في أوقات الذروة . وبينت أن قوات الدفاع المدني ستكون جاهزة بدءاً من ظهر اليوم ، لتقديم الخدمات الإسعافية لضيوف الرحمن من المرضى وكبار السن ، والحجاج الذين يتعرضون للسقوط والإجهاد أثناء السعي أو الطواف ، والتدخل لمواجهة أي حالات طارئة أخرى. ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاث (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى ، ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكه لأداء طواف الوداع. ويأتي رمي الجمار، تذكيراً بعداوة الشيطان الذي اعترض نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل في هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته، ويحذرون منه.