أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مصر جزء من التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة لمواجهة «داعش»، موضحا أنه بغض النظر عن المسميات فإن القاهرة جزء من التحالف لمكافحة الإرهاب. وشدد السيسي في حوار مع - محطة الإذاعة العامة الأمريكية «سي بي إس» - على أهمية عدم الانجرار للوقوع فى فخ تحديد المسميات المختلفة للجماعات الإرهابية، موضحاً أنه يجب التركيز على فكرة المواجهة الشاملة للإرهاب من كافة جوانبه كما تفعل مصر الآن. وعن طبيعة ما حدث في الثلاثين من يونيو، وقال السيسي إن إرادة الشعب المصري هي التي تتحدث وهي القائمة الآن، مضيفا أن المصريين أدركوا أن بلادهم واجهت خطر التعصب أثناء فترة الرئيس الأسبق محمد مرسي، وأن من عايشوه خلال هذا العام لم يكن ما يريدونه ولم يمثل طبيعة العقد بين الحاكم والشعب والذي بموجبه يقبل الحاكم بالتعددية في الحياة السياسية وهذا لم يحدث. وتابع أن مرسي كرس لفكرة حكم الجماعة والانقسام بين المصريين، وشرح أن مشاكل المصريين كانت كبيرة لدرجة لا يمكن لجماعة لوحدها أن تتصدى لحلها بشكل منفرد، ولكن كان يجب أن يشارك كل المصريين في ذلك. ورداً عن سؤال بشأن الطريقة التي تم بها تنحية مرسي عن الحكم، أوضح السيسي أنه لم تكن هناك آلية لمحاكمة الرئيس وتنحيته وفقا للدستور السابق إلا عبر الاحتجاجات الشعبية وأنه إذا كانت إرادة 30 مليون مصري هو ما يصفه البعض بالانقلاب فحقيقة ما حدث أن ما فعله الجيش كان نزولا على رغبة الشعب المصري فقط. وشدد السيسي على أنه لا يرفض الرأي الآخر لكن ما يطلبه من مؤيدي الإخوان ألا يتحول دعمهم للجماعة إلى عنف وإرهاب، مطالباً أنصار الجماعة بالتوقف عن إيذاء المصريين، ووضع العبوات المتفجرة في الشوارع والقطارات ومحطات توليد الكهرباء. ونوه إلى أن إرادة المصريين هي التي ستحدد طبيعة وشكل العلاقة مع الإخوان مستقبلا، مضيفاً أن هذا سيتوقف على استعداد الجماعة لنبذ العنف والاعتذار للمصريين والاستجابة لمطالب الشعب. وفيما يتعلق بحرية التعبير في مصر، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه لا توجد قيود أو حدود لحرية التعبير في البلاد، وأن هذا أمر نهائي لا رجعة عنه، وأن الحكومة لم تتدخل لوقف أحد البرامج الساخرة. وفيما يتعلق بمشكلة صحفيي الجزيرة، قال السيسي إنه كان يتمنى ألا تكون هذه المشكلة موجودة وأن رأيه الشخصي أنه كان يفضل أن يتم ترحيلهم قبل محاكمتهم، أما الآن وبعد أن أصبحوا في أيدي القضاء المصري فإنه ليس بوسعه التدخل، مشددا على ضرورة احترام استقلالية القضاء وأحكامه، وأن هذا هو الضمان الأفضل لجميع المواطنين. وردا على سؤال بشأن المساعدات المالية التي تلقتها مصر من دول الخليج خلال الفترة الماضية، أوضح أن هذه المساعدات لعبت دورا مهما في منع انهيار اقتصاد الدولة، حيث كانت مصر تواجه مشكلات اقتصادية صعبة بسبب تراجع عائدات السياحة، بالإضافة إلى تفجر مشكلات عدة على صعيد إمدادات الطاقة وانقطاع التيار الكهربائي وأن هذه المساعدات كان لها دور فى منع الانهيار آنذاك. وتابع أن الاقتصاد المصري الآن فى وضع أفضل لكنه لا يزال يحتاج إلى تدفق مزيد من المساعدات والاستثمارات في شراينه لتعزيز البنية الاقتصادية وتوفير فرص عمل جديدة. واستكمل السيسي - ردا على سؤال حول طبيعة دوره كقائد عسكري تولى الحكم بعد ثورتين - إن دوره الآن هو حماية مصر والمصريين وتحقيق الأمن لمصر والمصريين، وتوفير ظروف اقتصادية أفضل لتوفير حياة كريمة وتحقيق تطلعات المصريين، كما عبروا عنها في ثورة 25 يناير. وردا على سؤال بشأن طبيعة العلاقة مع حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، قال السيسي إن "مصر واجهت مشكلة الأنفاق لفترة طويلة حيث أنها كانت تهدد الأمن القومي المصري خاصة مع عمليات التهريب التي كان تتم عبر الأنفاق". وأضاف إن " مصر تفتح معبر رفح أمام حركة الأفراد من وإلى غزة ، إضافة إلى سماحها بعبور المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة وأنه لا مشكلة في ذلك" . وفي ما يتعلق بإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإحلال السلام في الشرق الأوسط ، قال السيسي إن "المشكلة الرئيسية تكمن في توافر الإرادة السياسية لإنهاء الصراع على أساس القرارات الدولية وإقامة دولة فلسطينية على حدود الأراضي المحتلة في يونيو 1967 وأن يتم وقف إطلاق النار بين الطرفين ويلي ذلك بدء التفاوض بين الجانبين وصولا للحل النهائي" .