قالت صحيفة الحياة اللندنية إن النيابة العامة في الكويت أمرت أول أمس بتمديد حبس ثلاثة كويتيين وشخص من "البدون" عشرة أيام على ذمة التحقيق للاشتباه بتعاطفهم مع داعش ومحاولة تمويلها وفق ما ذكرت مصادر. فيما لا تزال قوى الأمن تحقق مع آخرين للأسباب نفسها. ولم يصدر عن النيابة بيان رسمي في هذا الشأن لكن يُعتقد مما تسرب أن المحتجزين نفوا القيام بأي نشاط داخل الكويت أو مخالفة قوانينها. وكانت قوات الأمن الكويتية رصدت على مدى الشهرين الماضيين قيام مجهولين بكتابة عبارات على واجهات بعض المباني تتعاطف مع داعش وكذلك كتابات مشابهة في مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، لكن المصادر تستبعد وجود تعاطف واسع مع التنظيم في الكويت خصوصاً أن المجموعات الإسلامية الرئيسة في الكويت تنتقد داعش وتعتبرها تنظيماً مشبوهاً. وانضمت الكويت إلى التحالف الذي تسعى الولاياتالمتحدة لتشكيله لمقاتلة التنظيم المتطرف ؛ كما دعا وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد في مؤتمر باريس قبل أيام إلى بلورة تصور استراتيجي شامل للقضاء على ما تمثله الجماعات الإرهابية المسلحة من أخطار على أمن واستقرار المنطقة، ولاحظ تسارع وتيرة التقدم الذي تحرزه الجماعات الإرهابية المسلحة التي تسمى داعش والتي تسيطر على مساحات شاسعة من العراقوسوريا وتمارس أبشع أنواع الممارسات المشينة. ووفق مراقبين فإن المشاركة الكويتية في التحالف ضد داعش ستكون في شكل تمويل وتقديم تسهيلات ولن تكون هناك مشاركة عسكرية كويتية خارج أراضيها. وكانت وزارة الداخلية حققت الشهر الماضي مع ناشطين كويتيين منهم شافي العجمي وحجاج العجمي بعد ورود اسميهما ضمن تقرير أممي يتعلق بتمويل جماعات إرهابية في سوريا لكنها لم تتخذ إجراءات في حقهما خصوصاً أن لكل منهما مواقف معروفة مناهضة لداعش ولا تمنع الحكومة الكويتية إرسال مساعدات إلى سوريا لكنها شددت ضوابط عمل الجمعيات الخيرية وأغلقت بعض فروعها. وتتفاوت قراءة الشارع السياسي الكويتي لما تمثله داعش من خطر، ففي حين يتهم العلمانيون والشيعة الحكومة بالتهاون مع خطر التنظيم والتساهل مع منتمين إليه في الكويت يقول الإسلاميون السنة إن داعش بات مبرراً لضرب الربيع العربي والتضييق على الإسلاميين ونشاطهم في كل مكان. وبحسب الصحيفة فقد رفضت الكويت اتهامات تتردد في الصحافة الغربية عن كونها ممر تمويل لجماعات إرهابية وقال مدير إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات في وزارة الشئون "أحمد الصانع" في بيان صحفي أمس إن معلومات نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ضد الكويت بتورطها في تمويل تنظيم داعش، باطلة وجاءت من دون دليل وهي اتهامات عشوائية لا تحمل أي تفاصيل أو تحديداً لأسماء أشخاص أو جمعيات متورطة. وشدد على أن آلية عمل جمع التبرعات المتبعة من قبل الجمعيات، وعمليات مراقبة الحسابات المصرفية لها، سليمة ولا تشوبها شائبة مشيراً إلى أن أعمال الجمعيات الخيرية تتوافق مع القوانين واللوائح المنظمة في هذا الاتجاه وأن حملات إغاثة الشعوب المنكوبة أو اللاجئين في الدول المجاورة تأتي بعد موافقة الوزارة بالتنسيق مع وزارة الخارجية . وأشار إلى أن جمع التبرعات خارج إطار الجمعيات تم رفضه ووصف الأشخاص الذين يدعون إلى جمع تبرعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنهم دخلاء على العمل الخيري ويشوهون صورته وأكد التزام الجمعيات الخيرية الكويتية المعايير ال 9 التي وضعها الاتحاد الدولي لمكافحة الإرهاب وتمويله، إضافة إلى المعايير ال 40 الخاصة بمكافحة غسل الأموال.