بدأ نصف مليون طالب وطالبة في قطاع غزة، اليوم الأحد، العام الدراسي الجديد بعد تأجيل استمر ثلاثة أسابيع بفعل الهجوم الإسرائيلي الأخير في تموز/يوليو وآب/أغسطس الماضيين. وانقسم الطلبة ما بين المدارس الحكومية ومدارس وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا". ويخصص الأسبوع الأول من العام الدراسي لتقديم برامج ترفيهية للتفريغ النفسي عن الطلبة بعد الهجوم الإسرائيلي. وكان من المقرر أن تفتتح وزاره التربية والتعليم الفلسطينية، العام الدراسي الجديد (2014-2015) في الضفة الغربية وقطاع غزه، في 24 أغسطس/آب الماضي، إلا أنها أعلنت تعليق الدراسة في القطاع، بسبب الحرب الإسرائيلية، وبدأتها في الضفة الغربية فقط. وقالت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية إن نصف مليون طالب وطالبة في قطاع غزة (من أصل مليون ومائتي ألف طالب بالضفة وغزة) توجهوا اليوم إلى المدارس الحكومية والتابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين. وبحسب الوزارة فإن الدمار والقصف لحق ب142 مدرسة في غزة، تعرضت 23 مدرسة منها إلى أضرار بالغة وكلية، ولم تعد صالحة للاستخدام، في العام الدراسي، فيما تضررت 119 مدرسة أخرى، بشكل جزئي. ووفق إحصائيات فلسطينية وأممية، فإن الحرب الإسرائيلية خلفت نحو 500 ألف نازح، مكث معظمهم في عشرات المدارس الحكومية والتابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. وبالرغم من خلو تلك المدارس من النازحين، إلا أن عدد قليل منها لا يزال يضم عشرات العائلات التي لم تجد لها مأوى بعد. وترفض تلك العائلات التي فقدت منازلها، الخروج من المدارس، حتى يتم إيجاد مأوى وسكن لها. وأفادت وكالة "أونروا" بأن 9600 طالب فلسطيني لن يتمكنوا اليوم الأحد من العودة للدراسة؛ بسبب رفض نازحين هدمت منازلهم خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة إخلاء ثلاث مدارس شمالي قطاع غزة. وقال المتحدث باسم "أونروا"، عدنان أبو حسنة، في تصريحات لوكالة الأناضول، مساء أمس: إن "ثلاث مدارس في بلدة بيت حانون شمالي غزة لن تستأنف الدراسة صباح الأحد بسبب رفض نازحين فلسطينيين يقطنون فيها إخلائها للسماح للطلاب ببدء العام الدراسي الجديد". وأضاف أبو حسنة أن "9600 طالب مسجلين في المدارس الثلاث لن يتمكنوا من استئناف الدراسة صباح الأحد". وشنت إسرائيل حربا على غزة، في السابع من يوليو/تموز الماضي، استمرت لمدة 51 يومًا، وأسفرت عن مقتل 2156 فلسطينيا وإصابة أكثر من 11 ألفا آخرين، فضلا عن تدمير 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل بشكل جزئي، وفق إحصائيات لوزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية. وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، يوم 26 أغسطس/ آب الماضي، إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، تنص على وقف إطلاق النار، وفتح المعابر التجارية مع غزة، بشكل متزامن، مع مناقشة بقية المسائل الخلافية خلال شهر من الاتفاق، ومن أبرزها تبادل الأسرى وإعادة العمل إلى مطار غزة، وبناء ميناء بحري.