في منتصف يونيو / حزيران الماضي، نصح الجنرال الأمريكي جون آلان الرئيس باراك أوباما بتوجيه ضربة قوية وبأسرع وقت إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف إعلاميا ب"داعش". النصحية التي وردت خلال مقابلة مع مجلة "ديفينس وان" الأمريكية، تلاها مقال ل"آلان" في المجلة ذاتها في أغسطس/ آب الماضي، نصح فيه أوباما بتشكيل تحالف دولي لمواجهة خطر داعش المتنامي. ويبدو أن أوباما استجاب لنصائح آلان، فقام بتعيينه اليوم مبعوثاً خاصاً له إلى التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، وذلك بعد يومين من إعلان أوباما، عن استراتيجية تعهد فيها بسحق التنظيم. جون آلان في سطور ولد الجنرال جون آلان "60 عاما" في مدينة فورت بيفوار من ولاية فرجينيا الأمريكية، وهو متزوج وأب لإبنتين حصل على شهادة البكالوريوس من الكلية البحرية الأمريكية بدرجة شرف عام 1976، ويحمل عدة شهادات عليا منها الماجستير من جامعة جورج تاون الأمريكية، وأخرى من الكلية الوطنية الحربية وشهادة مماثلة من كلية استخبارات الدفاع الوطني. وبعد تخرجه من الكلية البحرية الأمريكية برتبة ضابط خدم في مشاة البحرية الأمريكية المعروفة بالمارينز ومنها التحق بثكناتها في واشنطن ليخدم في معهد مشاة البحرية كضابط شرف. وانخرط آلان بعد ذلك في برنامج الاستخبارات للدراسات العليا؛ حيث تخرج منها بامتياز ليعود بعدها إلى أسطول البحرية الأمريكية. مهامه العسكرية شغل آلان عدة مهام عسكرية بشكل كفء لدرجة تكريمه بجائزة ليفتوتش للقادة والتي تمنح للقادة المتميزين. وفي عام 1988، خدم "آلان" في الكلية البحرية الأمريكية، حيث قام بالتدريس في قس العلوم السياسية. وفي عام 1990، حصل الرجل على جائزة وليام كليمنتس لتميزه في الإرشاد العسكري. بعدها عمل كمدير لدورة ضباط المشاة ما بين 1990-1992 في المدرسة الأساسية العسكرية،ليصبح قائداً للمدرسة عام 1999-2001، حيث اختير ليصبح في شهر ابريل/ نيسان من تلك السنة مساعداً لقائد الكلية البحرية. عام 2003، ترقى آلان إلى رتبة عميد في البحرية ليصبح مديراً لمكتب آسيا والمحيط الهادئ في مكتب وزير الدفاع الأمريكي، حيث بقي مدة 3 سنوات ليصبح بعدها مساعداً لقائد لقوة مشاة البحرية الاستطلاعية الثانية وقائدا للواء مشاة البحرية الاستطلاعية الثاني حيث تم إرساله إلى العراق للأعوام 2006-2008. وخدم هناك كقائد للقوات المتعددة الجنسيات في محافظة الأنبار غربي العراق، حيث عرف عنه إقامته لعلاقات جيدة مع شيوخ القبائل فيها من العرب السنة، وكذلك عرف عنه رعايته وتأسيسه لمشروع الصحوة العشائرية والذي أدى لانحسار نفوذ القاعدة في العراق، ليترقى بعد ذلك لرتبة لواء. وفي عام 2008، ترقى آلان لرتبة فريق، ليعمل بعدها نائباً لقائد القيادة المركزية، وهو المقر المسئول عن العمليات العسكرية في الشرق الأوسط والكائن في مدينة تامبا بولاية فلوريدا. أم ففي عام 2010 ، تولى آلان منصب قائد للقيادة المركزية بشكل مؤقت بعد نقل الجنرال بتريوس ليصبح قائد قوات الدعم الأمني الدولية في أفغانستان. وبعدها شغل منصب جنرال بعد أن رشحه لهذا المنصب رئيس الأركان اللواء البحري مايك ميولن قبيل أن يحل محل بتريوس كقائد لكل من قوات الدعم الأمني الدولية والقوات الأمريكية في أفغانستان عام 2011. حصل خلال هذه الفترة على عدة نياشين واوسمة تكريمية من كل من بولونيا وتايوان لمهاراته القيادية. فضيحة غرامية وفي 20 ابريل/ نيسان 2012، وعقب الفضيحة الغرامية التي أجبرت الجنرال بتريوس على تقديم استقالته، خضع الان لتحقيق يتعلق بالقضية نفسها ما أدى لرفضه ترشيح الرئيس الأمريكي له لمنصب القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا (ناتو) وطلب احالته على التقاعد. التحقيق الذي اثير ضد آلان أثبت فيما بعد براءته من التهم الموجهة ضده لعدم صحتها. استقالة وعودة وفي عام 2013 ، قبل أوباما طلب تقاعد الجنرال الأمريكي ليقام له حفل تقاعد رسمي في الكلية البحرية الأمريكية. وعاد آلان ليعمل بعدها مستشاراً لوزير الخارجية الأمريكية جون كيري، حيث عمل على صياغة الخطة الأمنية لإسرائيل والضفة الغربية خلال مفاوضات السلام التي انتهت هذا العام. كما عمل الضابط الأمريكي كزميل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، كذلك اصبح عضواً في مجلس العلاقات الخارجية ليكون أول ضابط في سلاح مشاة البحرية يتولى المركز المرموق. وبعد تعيينه في منصب المبعوث الدولي لمحاربة "داعش"، أصبح على عاتق "آلان"، الذي لعب دورا أساسيا في حرب العراق، مهمة صعبة في القضاء على التنظيم خلال الفترة المقبلة.