أعلن العقيد قاسم سعد الدين الناطق باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر، اليوم الخميس، إنه لم يتم التواصل مع قيادة الجيش الحر للانضمام إلى التحالف الدولي الذي يتم تشكيله لقتال "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ، مشيراً إلى أن الجيش الحر لم يتسلم ك"معارضة معتدلة" أي أسلحة منذ أشهر. وفي تصريح لوكالة "الأناضول"، قال سعد الدين إنه "لم يتواصل معنا أحد حتى اليوم للانضمام للتحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية كما لم تصلنا كمعارضة معتدلة أي أسلحة منذ أشهر"، دون أن يبيّن فيما إذا كان مصطلح "المعارضة المعتدلة" الذي استخدمه هو توصيف شخصي أم تصنيف رسمي من قبل أطراف دولية. وأوضح الناطق قائلا :"قد تكون كميات قليلة من الأسلحة وصلت إلى بعض الفصائل المعارضة إلا أنها وصلت عبر غرف عمليات دولية وليس عن طريق المجلس العسكري الأعلى أوهيئة الأركان التابعة له". وحول تعليقه على خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي ألقاه، أمس الأربعاء، قال الناطق باسم المجلس، "كنا نأمل لو أنه قام باتخاذ قرار بضرب نظام بشار الأسد بالتوازي مع اتخاذه القرار بضرب تنظيم الدولة"، مؤكداً على أن تسليح الجيش الحر يجب أن يكون أولوية لدى الأمريكيين أو المتحالفين معهم لأن الأخير هو من يقوم بمواجهة الاثنين (النظام والتنظيم) في سوريا. وحول التقارير الصحفية عن استلام بعض الفصائل المعارضة في سوريا أسلحة نوعية خلال الفترة الماضية، أوضح سعد الدين أن عددا قليلا من الفصائل "قد تكون تسلمت عددا من الصواريخ المضادة للدروع ولكن تلك الأسلحة محدودة جداً ولا تغير معادلات المعركة خاصة أن قوة الجيش الحر منقسمة ما بين مواجهة النظام السوري والميليشيات الطائفية التي تقاتل معه، بالتوازي مع مواجهته لداعش". وكان قائد عسكري كبير في الجيش الحر، طلب عدم ذكر اسمه، قال في تصريحات سابقة لمراسل "الأناضول"، إن غرفتي عمليات دولية مشتركة زودت فصائل معينة من المعارضة السورية المسلحة التي توصف ب"المعتدلة" بأسلحة "فتاكة ونوعية"، وذلك بشكل مباشر ودون المرور عبر قيادة الجيش الحر. وحول الجهة التي تسلمت الأسلحة التي تحدث عنها، قال القائد إن حركة "حزم" التابعة للجيش الحر كانت إحدى الفصائل التي تسلمت خلال الأشهر الماضية عدداً من صواريخ "تاو" الأمريكية المضادة للدروع، مع احتمال أن تكون بعض الفصائل قد زودت بصواريخ مضادة للطيران، إلا أنه "ليس متأكداً من ذلك"، وجاء ذلك بعد اشهر من التجارب ومتابعة مصير الأسلحة المسلمة، على حد قوله. وألقى أوباما خطابه في واشنطن، أمس الأربعاء، الذي تضمن أربعة عناصر ضمن خطته لمواجهة تنظيم "داعش" أولها شن ضربات جوية ضد التنظيم ملمحاً إلى احتمال ان تطال تلك الضربات مواقع التنظيم في سوريا، ولا تقتصر فقط على العراق، وأيضاً زيادة الدعم للقوات البرية التي تقاتل "داعش" مثل القوات الحكومية والكردية في العراق والمعارضة المعتدلة في سوريا، مع استبعادة مشاركات قوات برية أمريكية في مواجهة التنظيم. أما البند الثالث من الاستراتيجية، فتضمن قيوداً على التنظيم من حيث مصادر التمويل ومنع المقاتلين الأجانب من الانضمام إليه، وأخيراً "مواصلة تقديم المساعدات الانسانية للمدنيين الأبرياء الذين نزحوا بسبب هذا القتال". وجاء خطاب أوباما، قبل يوم من اجتماع إقليمي يُعقد اليوم الخميس، وتستضيفه السعودية يضم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الست، ومصر، والأردن، وتركيا وأمريكا، لبحث "موضوع الإرهاب في المنطقة، والتنظيمات المتطرفة التي تقف وراءه، وسبل مكافحته"، وفقا لوكالة الأنباء السعودية. ويتزامن الاجتماع مع جولة لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في منطقة الشرق الأوسط، تشمل العراق، والأردن، والسعودية، ضمن جهود بلاده لتشكيل تحالف دولي من أكثر من 40 دولة لمحاربة تنظيم "الدول الإسلامية" (داعش).