وجه المخرج السوري محمد ملص رسالة إلى وزير الثقافة د. جابر عصفور يتساءل فيها عن منع السلطات المصرية التصريح له بدخول مصر ليشارك في لجنة تحكيم مهرجان الإسكندرية السينمائي. تعد هذه هي المرة الثانية التي يمنع فيها ملص من دخول الاراضي المصرية، حيث لم يستطع الحصول على تأشيرة دخول في شهر يونيو الماضي ليشارك ضمن لجنة تحكيم مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية أيضا.ً وعبر ملص في رسالته لوزير الثقافة عن صدمته من منعه حضور المهرجان ، رغم الجهود الكبيرة التي بذلها للحصول على الموافقة ، و شعوره بالتقدير و الامتنان للمشاعر الطيبة للسينمائيين والصحافيين والنقاد المصريين والضيوف الذين استنكروا هذا المنع؛ وأصدروا بيان تضامنى معه . و قال ملص : لم يتبادر إلى ذهني حينها إلا أن خطأ والتباسا في تلك الظروف الصعبة التي كانت تعيشها مصر، كان وراء هذا القرار الغامض، خصوصاً أنني قبل المهرجان بأيام قليلة، كنت ضيفاً على مصر، وتشرفت بعرض فيلمي الأخير «سلم إلى دمشق»، واستقبلت وفيلمي بترحاب وتقدير كبيرين. تلقيت قرار المنع بأسى كبير ومرارة لما آل إليه حال أي مثقف عربي في هذه الأيام ، وتساءلت مع نفسي هل أصبح الكل في هذه الأوطان يعتبر الثقافة شبهة وخطرا و" إيبولا" عربية تفترض الحذر والمنع؟ تساءل ملص «أن أفلامي السينمائية هي هويتي وموقفي وهي معروفة ومعلنة وليست سرية؛ وأنا سوري لا أقبل لنفسي أن أكون لاجئا أو نازحا؛ وأقيم في بلدي وأعاني مما تعانيه وأعيش مرارتها وأحقق أفلامي بها وعنها؛ فهل وصل الأمر بهذه الأنظمة وبعاصمة السينما العربية أن تمنع سينمائي من دخولها؟». كما أضاف: «في الحقيقة إني أتوجه إليكم لمكانة مصر ومكانتكم في نفسي؛ ولتقديري لثقافة مصر ومثقفيها ولسينما مصر وسينمائيها. والسؤال موجه من خلالكم لأصحاب القرار، هل هذا المنع يخصني كمواطن سوري؟ حينها ليكن فأنا أفتخر بكوني سورياً،هل هذا المنع لسينمائيتي؟ إني أيضا أعتز بدوري وبكوني أنتمي للسينما، التي أحققها عن وفي بلدي، أما إذا كان المنع يخصني شخصيا فإني لن أسكت على هذه الإهانة والمس بحريتي ومواقفي اللذين لا أملك غيرهما، ومع احترامي وتقديري للسينمائيين المصريين وللمهرجانات السينمائية التي دعتني، أطالب الجهة صاحبة هذا القرار أن تفصح علنا عن الأسباب التي تدفعها لذلك حماية لي ولسمعتي وعلاقتي بالسينما والسينمائيين في بلدي».