عثرت قوات البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق) على مقبرة جماعية لضحايا قتلهم تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا باسم "داعش" في ناحية زمار، شمالي العراق، فيما أعلن مصدر عشائري عن العثور على مقبرة جماعية ثانية قرب ناحية الحميدات، شمالي البلاد. وقال سعيد ممو المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، شمالي العراق، إن قوات البيشمركة عثرت على مقبرة جماعية تضم رفاة 35 شخصا من الايزيديين في منطقة تتوسط قريتي بارزان وبردية في ناحية زمار (60 كم شمال غرب الموصل). واضاف ممو للأناضول أن "جثث الضحايا تعود لأطفال ونساء وشباب ورجال من مختلف الاعمار"، مشيرا إلى أنه "تم التعرف عليهم من خلال ملابسهم". ورجح ممو أنه "تم قتل الضحايا اثناء اجتياح مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية للمنطقة في مطلع شهر أغسطس المنصرم". وكان تنظيم الدولة الاسلامية قد بسط سيطرته على ناحية زمار وقضاء سنجار في الثالث من شهر أغسطس/آب الماضي. وفي سياق غير بعيد، قال مصدر عشائري من ناحية الحميدات (10 كم شمال غرب الموصل) إنه تم "العثور على مقبرة جماعية لسجناء بادوش قرب ناحية الحميدات، شمالي العراق" مشيرا إلى أن "انبعاث الروائح الكريهة من الموقع أدى إلى اكتشاف المقبرة." وأوضح المصدر أن "عناصر تنظيم الدولة الإسلامية أعدموا قرابة 400 سجين من سجناء بادوش في 10 يونيو/حزيران الماضي ويرجح ان غالبيتهم شيعة، وقاموا بدفنهم بوادي قريب من الناحية، لكن الظروف الجوية كشفت عن بعض الجثث ما دفع بالتنظيم إلى جلب آليات لإعادة دفن تلك الجثث وتجنب وصول الروائح إلى البلدة." وأشار المصدر أيضا إلى ان "الأشخاص الذين تعرضوا للإعدامات كانوا يرتدون ملابس الخاصة بسجناء بادوش". وكان تنظيم الدولة الإسلامية المعروفة إعلاميا باسم "داعش" قد سيطر على أغلب محافظة نينوى، شمالي العراق، في العاشر من شهر يونيو/حزيران الماضي بما فيها ناحية الحميدات القريبة من سجن بادوش، وكان في حينها تناقلت وكالات الانباء عن فرار أغلب السجناء، إلا أن المئات أيضا غالبيتهم من أبناء الجنوب ذات الغالبية الشيعية فُقدوا وظل مصيرهم مجهولا حتى الآن. ويعم الاضطراب مناطق شمال وغربي العراق بعد سيطرة تنظيم (داعش) ومسلحون متحالفون معهم على أجزاء واسعة من محافظة نينوى مركزها الموصل 400 كلم شمال بغداد) بالكامل منذ شهر يونيو الماضي، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها بدون مقاومة تاركين كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد. وتكرر الأمر في مدن بمحافظة صلاح الدين (شمال) ومدينة كركوك في محافظة كركوك (شمال) وقبلها بأشهر مدن الأنبار. فيما تمكنت القوات العراقية من طرد المسلحين وإعادة سيطرتها على عدد من المدن والبلدات بعد معارك عنيفة خلال الأسابيع القليلة الماضية.