نظّمت الأحزاب اليمنية المشاركة في حكومة الوفاق الوطني، اليوم الخميس، مهرجانًا جماهيريًا حاشدًا في مدينة إب، وسط البلاد/ استجابة لدعوة الرئيس عبد ربه منصور هادي للاصطفاف الوطني ونبذ الصراعات. ويأتي هذا المهرجان ردًا على التظاهرات التي تنظّمها جماعة الحوثي الشيعية منذ أيام في العاصمة صنعاء للمطالبة بإسقاط الحكومة وإلغاء قرار رفع أسعار المشتقات النفطية، ويتوقع أن تصل ذروة الاحتجاجات غدا الجمعة، بحسب المنظمين له. وطالب المشاركون في المهرجان، الذي أقيم في الاستاد الرياضي بمدينة إب، بالاصطفاف الوطني والابتعاد عن لغة السلاح والعنف، والعمل من أجل بناء يمن جديد بعيدا عن الصراعات. وردد المشاركون في المهرجان هتافات منددة بما وصفوها "أعمال العنف وتأجيج الصراعات في البلاد". وقال عبد العزيز الوحش، رئيس اللجنة التنفيذية لأحزاب اللقاء المشترك بمحافظة إب (6 أحزاب مشاركة بنسبة 50 % بالحكومة) إن "ما يمر به اليمن اليوم من أزمات وصراعات تستلزم من جميع القوى الوقوف صفًا واحدًا من أجل إنقاذ البلاد". وأكد، في كلمة له ألقاها بالمهرجان، على "أهمية الاصطفاف الوطني لجميع القوى السياسية في البلاد لإخراج البلاد من الأزمات وما يحاك لها من حروب أهلية وصراعات طائفية". وأضاف: "على جماعات العنف الالتزام بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتسليم السلاح للمشاركة في أي عمل سياسي قادم"، في إشارة إلى جماعة الحوثي التي تعتصم بمداخل العاصمة صنعاء منذ الأحد الماضي للمطالبة يإسقاط الحكومة. من جهته، قال الصحفي اليمني، هشام عباس، أحد المشاركين في المهرجان، لوكالة الأناضول، إن "المهرجان يعد خطوة هامة في سبيل إنقاذ البلاد من الصراعات إذا صدقت الأحزاب المشاركة فيه (حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وأحزاب اللقاء المشترك)". وأضاف: "ما يبنغي القيام به حاليا هو الاصطفاف والتوحد من قبل جميع القوى السياسية من أجل إنقاذ البلاد مما يحاك لها من أزمات وصراعات"، داعيًا جميع القوى السياسية إلى "الاصطفاف الفعلي على أرض الواقع، وليس مجرد كلمات فقط، من أجل إنقاذ البلاد مما تعانيه". وأمس الأربعاء، دعت أحزاب اللقاء المشترك (6 أحزاب إسلامية ويسارية وقومية تشارك ب50 % بالحكومة) وحزب المؤتمر الشعبي العام (مشارك بالنصف الآخر) إلى تنظيم مهرجان حاشد يدعو للحفاظ على الوحدة والجمهورية والاصطفاف الوطني، بعد ساعات من دعوة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي خلال اجتماع له بصنعاء مع كبار المسؤلين الحكوميين وقيادات الأحزاب إلى الاصطفاف الوطني. وخلال الثلاثة أيام الماضية، خرج الحوثيون في تظاهرات جابت عددًا من شوارع صنعاء، استجابة لدعوة زعيم جماعة الحوثي الشيعية، عبد الملك الحوثي، أنصاره إلى الخروج في مسيرات بالعاصمة صنعاء ومدن أخرى للمطالبة بإسقاط الحكومة. وأمهل الحوثي، في خطاب متلفز بثته قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، مساء الأحد، السلطة حتى يوم الجمعة المقبل (غدا) لإقالة الحكومة، وإلا سيصّعد ب "بخيارات أخرى" (لم يحددها). ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010)، بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، والقوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى من الجانبين. ويُنظر لجماعة الحوثي الشيعية التي تتخذ من محافظة صعدة، مقرًا لها بأنها تسعى لإعادة الحكم الملكي الذي كان سائدًا في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962.