دخلت التهدئة الإنسانية في قطاع غزة بين فصائل المقاومة وإسرائيل يومها الثاني، دون تسجيل أي خروقات إسرائيلية أو فلسطينية حتى الساعة 11.25 تغ. وقال إياد البزم، الناطق باسم وزارة الداخلية في قطاع غزة، إنّه لم تُسجل منذ بدء التهدئة الإنسانية صباح أمس الثلاثاء، أي خروقات سواء إسرائيلية أو فلسطينية. وأضاف البزم في تصريح لوكالة الأناضول، أنّ أهالي قطاع غزة، يتفقدون في الوقت الحالي، آثار ما خلّفته الحرب الإسرائيلية. وتابع:" كما أن الجميع خرج من بيته، لكي يبحث عن الحياة التي افتقدها، طيلة الأيام السابقة، ونحن بدورنا، دعونا أهالي القطاع، لأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر خلال فترة التهدئة، وعدم الاقتراب من الأماكن التي تعرضت للقصف". وباستثناء تحليق الطائرات بدون طيار في سماء قطاع غزة، لم يتم رصد أي خرق إسرائيلي، أو فلسطيني، بحسب تأكيد مصادر أمنية فلسطينية. وكانت كتائب القسام، قالت في تصريح سابق، تلقت وكالة الأناضول نسخةً عنه إنها تتعامل مع هذه المرحلة كمرحلة مؤقتة، وستعمل وفق ما يلبي تطلعات وأمنيات الفلسطينيين في قطاع غزة. وانشغل أهالي قطاع غزة، لليوم الثاني على التوالي، في البحث عن الحياة بين ركام الأنقاض، والبيوت المقصوفة. وبدت معالم البحث عن الحياة، أكثر وضوحا من يوم أمس، إذ فتحت الأسواق التجارية، كافة محالها، وانشغل المزارعون في تفقد أراضيهم الزراعية. وعلى شاطئ بحر غزة، ألقى الأطفال بأجسادهم المثقلة تعبا من القصف، وما خلّفته الحرب في المياه الباردة، فيما ركض العشرات منهم على الرمال حفاة الأقدام. وواصل مئات النازحين استغلال التهدئة لتفقد ما تبقى من منازلهم التي تهدمت في أعقاب الحرب الإسرائيلية. ومنح إعلان التهدئة الإنسانية بين إسرائيل، وفصائل المقاومة الفلسطينية، ل"72" ساعة، أهالي قطاع غزة، الشعور بالأمان بمعاودة حياتهم العادية. وكانت إسرائيل أعلنت انسحابها من قطاع غزة في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء مع بدء سريان هدنة مدتها 72 ساعة دعت إليها القاهرة ووافق عليها الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي. من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه لم يسجل أي خروقات لوقف إطلاق النار بينه وبين حركة حماس بعد 24 ساعة على بدء الهدنة (حتى الساعة 5 تغ من اليوم الأربعاء). وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيان له إنه "بعد مرور24 ساعة على إعلان وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل لم يسجل إطلاق أي من الصواريخ على إسرائيل، كما لم يقم الجيش الإسرئيلي بأية غارات على قطاع غزة". وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح أمس الثلاثاء، انسحاب قواته البرية إلى "خطوط دفاعية" خارج قطاع غزة، وذلك بعد دخول تهدئة تم الاتفاق عليها بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية حيز التنفيذ (الساعة 05.00 تغ) لمدة 72 ساعة. وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في السابع من الشهر الماضي، عن مقتل أكثر من 1850، وإصابة نحو 9470 آخرين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. ووفقاً لبيانات رسمية إسرائيلية، قتل في هذه الحرب 64 عسكرياً و3 مدنيين إسرائيليين، وأصيب حوالي 1008، بينهم 651 عسكرياً و357 مدنياً، بينما تقول كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس إنها قتلت 161 عسكرياً، وأسرت آخر.