قال مصدر سياسي عراقي مطلع إنه تم "استئناف الاتصالات بين حكومتي بغداد وأربيل، بهدف تنسيق المواقف الأمنية في العمليات العسكرية الجارية في مناطق شمالي البلاد، ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وفي حديث مع وكالة "الأناضول"، قال المصدر مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن "مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون الأمن الوطني فالح الفياض، ووزير البيشمركة (جيش إقليم شمال العراق)،مصطفى سيد قادر، بدءا أمس الإثنين، اتصالات هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الأزمة الأمنية في شمالي البلاد، في يونيو/حزيران الماضي، حيث سيطرة الدولة الإسلامية على مناطق هناك". وأشار المصدر نفسه إلى أن الاتصالات تهدف إلى "تشكيل قيادة أمنية موحدة لمواجهة عناصر تنظيم الدولة الإسلامية". وبحسب المصدر، فإن "عودة التنسيق والاتصالات بين حكومتي بغداد وإقليم الشمال، تمت بوساطة داخلية وخارجية أبرزها السفارة الأمريكية في بغداد، وممثلية الأممالمتحدة بهدف دفع الحكومتين إلى تجميع قواهم العسكرية لمواجهة عناصر التنظيم". وتصاعدت حدة الخلاف مؤخراً بين بغداد وأربيل بعد سيطرة البيشمركة على مناطق انسحب منها الجيش العراقي، في يونيو/حزيران الماضي بذريعة حمايتها من سيطرة "الدولة الإسلامية"، وأبرز تلك المناطق كانت مدينة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها منذ سنوات بين الطرفين. وخلال اليومين الماضيين، سيطر مقاتلو تنظيم "الدولة الاسلامية"، المعروف إعلاميا "داعش" والمسلحون السنة المتحالفون معهم، على منطقة زمار التابعة لمحافظة نينوى (شمال)، بعد معارك مع قوات البيشمركة التي كانت تسيطر على المنطقة المتنازع عليها مع الحكومة الاتحادية والقريبة من حدود إقليم شمال العراق. كما تمكن المسلحون من فرض سيطرتهم على منطقتي سنجار وربيعة في المحافظة نفسها بعد انسحاب قوات البيشمركة منها دون قتال. وفي قرار مفاجئ، أمر رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، أمس الإثنين، سلاح الجو وطيران الجيش بتقديم الدعم والإسناد الجوي لقوات البيشمركة التي فقدت عدة مواقع لها في محافظة نينوى لصالح عناصر الدولة الإسلامية خلال معارك اليومين الماضيين، وذلك بحسب المتحدث باسم مكتب القائد العام، الفريق قاسم عطا، في خبر بثه تلفزيون العراقية شبه الرسمي.