رحلت ألمانيا يوم الاثنين الطاقم الدبلوماسي العامل بسفارتها في العاصمة الليبية، طرابلس، بشكل مؤقت بسبب ما تعانيه ليبيا من وضع أمني مزرٍ، بحسب بيان صدر عن وزارة الخارجية الألمانية. وقالت وزارة الخارجية الألمانية، في بيان نشر عبر الصفحة الرسمية لسفارتها في طرابلس، إن "السفارة ستظل مفتوحة ومستمرة في تقديم أعمالها"، مشيرة إلى أن "عودة موظفيها إلى ليبيا متوقفة على استقرار الوضع الأمني في البلاد". كما أكدت الخارجية الألمانية "استمرار دعمها للشعب الليبي خلال هذه الأيام الصعبة"، مطالبة المجتمع الدولي ب"وضع حد فوري للأعمال العدوانية في ليبيا". ودعت ألمانيا كل الأطراف المعنية إلى "احترام إرادة الشعب والمؤسسات المنتخبة للوصول بالبلاد إلى مستقبل حر وآمن ومزدهر"، بحسب البيان. وأعلنت وكيل وزارة الخارجية الليبية، وفاء بوقعيقيص، يوم الأحد، مغادرة العاملين بالسفارة البريطانية في طرابلس عبر الأراضي التونسية. وأضافت بوقعيقيص، عبر تدوينة لها على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، أن "مغادرة الدبلوماسيين البريطانيين جاءت تنفيذًا لتعليمات الخارجية البريطانية القاضي بتخفيض عدد العاملين في السفارة في ليبيا"، دون أن تحدد هل غادر كل الدبلوماسيين أم أن قسما منهم باق. والسبت الماضي، غادر الطاقم الدبلوماسي للسفارة الأمريكية في طرابلس البلاد إلى تونس؛ جراء الأوضاع الأمنية التي تعيشها العاصمة ومدن ليبية أخرى، أهمها بنغازي (شرق) والتي خلفت المئات من القتلى والجرحى. ونصحت عدة دول أوروبية رعاياها بتجنب السفر إلى ليبيا، فيما دعت فرنسا، اليوم، رعاياها إلى مغادرة البلاد على الفور. ومنذ 13 يوليو/ تموز الجاري، تشهد طرابلس اشتباكات متقطعة بين "قوات حفظ أمن واستقرار ليبيا"، المكونة من "غرفة عمليات ثوار ليبيا" وثوار سابقين من مدينة مصراتة (شمال غرب) وبين كتائب "القعقاع" و"الصواعق" و"المدني" المتمركزة في مطار طرابلس الدولي والقادمة من بلدة الزنتان (شمال غرب) وتسيطر على المطار منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011 من أجل السيطرة على المطار. وأسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل 97 وإصابة 404 آخرين بجروح، بحسب حصيلة أعلنتها وزارة الصحة الليبية، يوم الأحد.