هناك تشابه بين عملية هروب عبد الغني من سجن المنيا وعملية هروبه إلي السودان السيسي يرشد عن مكان صفوت عبد الغني أثارت قصة القبض على الدكتور صفوت عبد الغني عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية العديد من ردود الأفعال بين مؤيد للقبض عليه لاتهامه بأنه وراء أحداث عنف في الشارع وتحريك المظاهرات، وبين رافض للتصعيد مع حزب البناء والتنمية الذراع السياسي للجماعة الإسلامية، واعتبارهم مثل حزب الحرية والعدالة والإخوان . علاقته بالجماعة الإسلامية كانت بدايات صفوت عبد الغني مع الجماعة الإسلامية في أوائل الثمانينيات، حيث كان طالبا متفوقا في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وحمل لواء الدعوة للانتماء للجماعة الإسلامية الدعوية في السبعينيات داخل الجامعة، و تتلمذ على يد ناجح إبراهيم وكرم زهدي وعرف أدبيات عبود الزمر . عبد الغني وأحداث عين شمس اعتقل عبدالغني في أحداث عام 1981ومكث في السجن ثلاثة أعوام متتالية حتى عام 1983، ليخرج ليبدأ نشاطا مختلفا عن الجامعة في مناطق القاهرة والجيزة وكان مركزه الرئيسي منطقة عين شمس . واشتعلت الأحداث في أغسطس من عام 1988م وكان يقوم بالخطابة وتوجيه الشباب هناك في منطقة عين شمس أثناء قيادة زكي بدر لوزارة الداخلية أيامها، وتم إغلاق منطقة مصطفى حافظ وشارع آدم، وتم ضم مسجد آدم بحي عين شمس إلى وزارة الأوقاف، وحدثت مواجهات دامية بين الجماعة الإسلامية والدولة متمثلة في أجهزة الأمن في ذلك الوقت . وقد راح ضحية هذه الأحداث المؤسفة حينها العشرات، وأصيب ضابطان وأربعة جنود، وتوفي الضابط محمد زكريا متأثراً بإصابته بحجر في رأسه سيدة من أعلى سطح منزلها، كما أحرق الأهالي سيارتين للشرطة انتقاماً للاعتقالات التي قامت بها الشرطة ضد مواطني المنطقة. عبدالغني متهما باغتيال المحجوب تم اغتيال الدكتور علاء محي الدين المتحدث الرسمي باسم الجماعة الإسلامية في الشارع في وضح النهار في 2 سبتمبر 1990م، وكان علاء محي الدين من قيادات الجماعة الإسلامية الداعية للحوار مع الحكومة، وعبر عن ذلك في عدة مناسبات رافعاً شعار "مرحباً بالحوار الحر المتكافئ". وكان الرد على قتل علاء محي الدين عنيفا من قبل الجماعة الإسلامية، فقد نصب كمين لوزير الداخلية عبد الحليم موسى، ولكن شاء الله أن يمر موكب رفعت المحجوب – رئيس مجلس الشعب وقتها – بدلاً منه فوقع في الكمين وقتل. وردت الدولة بعنف وقتلت اثنين من عناصر الجماعة الإسلامية وهم محمد صلاح ومحمد عبد الفتاح على سور جامعة القاهرة وتم اعتقال مجموعة من الجماعة وعلى رأسهم صفوت عبد الغني والذي اتهم في قضية اغتيال رفعت الحجوب . السيسي يرشد عن عبد الغني عام 1992 ولم يختفِ صفوت عبد الغني كثيرا فسرعان ما ظهر على الساحة وفي جميع وسائل الإعلام بعد هروبه من السجن في أشهر واقعة هروب أثناء حبسه عام 1992 بعدما اتهم بالتحريض على قتل الكاتب فرج فودة، فأثناء ترحيليه من قاعة سجن المنيا لأداء الامتحان بكلية الآداب بجامعة المنيا تمكن من فك الكلابشات الحديدية باستخدام قلم جاف . وكان قد تم الترتيب لتهريبه أثناء وقوف سيارة الترحيلات في الطريق للاستراحة وتناول الطعام على الطريق، فانقض عليهم مجموعة من شباب الجماعة الإسلامية من المنيا وحرروا صفوت عبد الغني، ونجح في الهروب، وبمجرد دخوله أول منطقة بها عمران بشري حلق لحيته، ورتب نزوله إلى القاهرة. واستمرت فترة هروبه حوالي 4 أشهر حتى تم إلقاء القبض عليه في ظروف وصفها صفوت نفسه بالغريبة، حيث كان هناك شخص من قيادات الجهاد يدعى محمود السيسي مكلف بترتيب خروجه خارج البلاد، وفوجئ صفوت أثناء مقابلته له على كوبري بكورنيش النيل ببنها بتواجد قوات الشرطة وألقي القبض عليه . وأثارت طريقة القبض على عبد الغني تكهنات كثيرة خاصة بعد الإفراج على محمود السيسي الشخص الوسيط، وعدم إلحاقه بالقضية مما يدل على أنه هو من أرشد على عبد الغني . وصدر حكماً على عبدالغني بالحبس خمس سنوات في قضية اغتيال الدكتور رفعت المحجوب، وذلك بحكم محكمة أمن الدولة العليا طوارئ في 15 مايو 1993 . وبقي عبد الغني في السجون المصرية طيلة فترة التسعينيات حتى تم الإفراج عنه بعد مبادرة وقف العنف عام 2010 ونجاح ثورة يناير في اسقاط نظام مبارك . صفوت عبدالغني وفترة حكم مرسي أصدر الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية الأسبق قرارا بتعيين صفوت عبد الغني عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية ضمن المعينين بمجلس الشورى، باعتباره من قيادات حزب البناء والتنمية الذراع السياسي للجماعة الإسلامية . وظهر عبد الغني في الكثير من المقابلات التلفزيونية هو وعلاء أبو النصر الأمين العام لحزب البناء والتنمية في سجلات فكرية وسياسية كثيرة اعتبرها البعض نموذجا جيدا في الحوار السياسي الراقي . عبود والأسير والجريح كان قد كتب عبود الزمر عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية والذي أمضى قرابة 30 عاماً في السجن إثر إدانته باغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات، مقالاً بعنوان " الأسير لا يقود والجريح لا يقرر" وحدث جدل كبير داخل حزب البناء والتنمية والجماعة عليه . وجاء في مقال الزمر: "إذا وقع الأمير أو الرئيس في الأسر، ومنع من مزاولة سلطاته، فإنه يتم انتداب من يقوم مقامه، حتى يرجع، فإن لم يتمكن أحد من إنقاذه، فإن الواجب هو اختيار رئيس جديد، وليس ترك الأمر فوضى، لخطورة ذلك على مستقبل الوطن"، معتبراً أن "هذه قواعد عامة مستقرة في النظم الإدارية في الدول والمؤسسات." وتابع الزمر متسائلاً: "كيف لأسير ممنوع من متابعة الأحوال ومعرفة ما يدور في الواقع، أن يبقى قائداً كما كان؟"، وأضاف: "وكذلك الرئيس المعزول، فلا يمكنه القيام بمهامه، ولا يصح له أن يتدخل في إدارة المواقف بأي صورة كانت.. فالأسير دائماً تحت ضغط نفسي، يجعل قراراته بعيدة عن الصواب." وتبرأت "الجماعة الإسلامية" من مقال عبود الزمر، وأكدت في بيان لها ، أن "موقفها الواضح والمعلن من الأزمة الراهنة، هو المعارضة السلمية، مع البحث عن حل سياسي للأزمة"، وقالت إن المقال "يعبر عن وجهة النظر الشخصية له، أما الموقف الرسمي للجماعة، فلا يعبر عنه سوى البيانات الرسمية الصادرة عنها." وجاء رد فعل الدكتور صفوت عبدالغني رافضا للمقال فقال "الحق يدعوني أن أؤكد أن ما كتبه الشيخ عبود الزمر في مقاله المنشور في جريدة المصريون" الأسير لا يقود والجريح لا يقرر" لا يعبر إلا عن وجهة نظره الشخصية ولا تمثل قطعا الرأي الرسمي للجماعة الإسلامية سواء مجلس شوراها أو جمعيتها العمومية، وأن مجلس شورى الجماعة الإسلامية يجب أن يصدر بيانا يوضح فيه ما يجب قبوله وما يتحتم رفضه من هذا المقال" . رحلة الهروب إلي السودان وبدأ الخناق يضيق على مجموعة البناء والتنمية وخاصة من رفضوا أطروحة عبود الجديدة" الأسير لا يقود والجريح لا يقرر" وأشارت مصادر من الجماعة الإسلامية أنهم سربوا خبرا لوسائل الإعلام بأن صفوت عبد الغني هرب إلى تركيا هو وعائلته، وفي نفس التوقيت تقريبا كان يستعد هو وخمسة من قادة الجماعة للهرب ناحية السودان. وتم إلقاء القبض عليه على حدود السودان وصرح العميد محمد سمير، المتحدث باسم القوات المسلحة، أن قوات حرس الحدود تمكنت من إلقاء القبض على القيادي بالجماعة الإسلامية صفوت عبد الغني، والمطلوب ضبطه في عدة قضايا، وبرفقته 4 آخرين، في منطقة وادى العلاقي، أثناء محاولتهم التسلل من أسوان إلى الأراضي السودانية. وأوضح المتحدث العسكري في بيانه أن باقي المقبوض عليهم هم: «رمضان جمعة عبد الفتاح، وعلاء محمد أبو النصر طنطاوى، وطارق عبدالمنعم عبدالحكيم أبو العلا، وطه أحمد طه الشريف». وبعدها بعدة أيام أكد عادل معوض محامي الجماعة الإسلامية وصول صفوت عبد الغني عضو مجلس شورى إلي سجن قنا بعد نقله من سجن أسوان إليه. وأضاف معوض أن عبد الغني وصل وبرفقته: "علاء أبو النصر الأمين العام لحزب البناء والتنمية والدكتور رمضان جمعة والدكتور طارق عبد المنعم القياديين بالجماعة والمهندس طه الشريف المتحدث باسم الجماعة "، وتفيد بعض مصادرنا إلى نقل عبدالغني إلى سجن العقرب بطرة. وكان قد أكدت بعض المصادر ل"محيط" أنه لم يكن في الحسبان وضع قيادات الجماعة الإسلامية في قائمة المطلوبين،غير أن تصعيد الجماعة وتبنيها آراء التحالف والظهور المتكرر على قنوات الجزيرة جعلهم محط أنظار رجال الأمن .