فردوس عبد الحميد: الدولة رفعت يدها عن السينما والثقافة والتلفزيون دراما النجم الأوحد تسبب الملل الأمور المادية الأن هي أساس الفن المخرج محمد فاضل: الفن مطلوب الإبداع والتجديد فيه ولكن بمنطق لا أقبل نص وعليه ممثل.. و"ناصر 56" حالة خاصة كيف يتم إلغاء وزارة الإعلام بدون وجود بديل لها ؟! استضاف برنامج "مساء الخير يا رمضان" الذي يقدمه الإعلامي محمد علي خير، عبر فضائية "سي بي سي تو"، الفنانة فردوس عبد الحميد، وزوجها المخرج محمد فاضل، للحديث عن أعمالهم السابقة، وتحليل الدراما الحالية والفرق بينها وبين الجيل السابق. بداية، قالت الفنانة فردوس عبد الحميد إن مسلسلها "ميزو"، كان اول عمل لها، وقدمت به دور "نفسة"، موضحة ان هذا العمل قام بطفرة كبيرة لها وعلامة في تاريخها الفني. وأوضحت :"أول لقاء مع زوجي كان في مسلسل بابا عبده، وكنت حينها في المعهد وهو أرسل لعدد من الطلبة للعمل معه، عدا أنا، وكنت متضايقة من هذا الأمر، وبعدها أرسل لي عملين ولم يتم العمل فيهم، وأرسل لي أيضا في مسلسل الفتى الطائر,وكان لي حينها عمل مسرحي فلم أستطيع العمل فيه، وأرسل لي ايضا في بابا عبده، وشاركت فيه وبعدها بأربعة سنوات تزوجنا". وتابعت :"قمت بعمل مسرحيات مهمة منها ماكبث وأنتيجون وفيدرا وباب الفتوح، والمسرح الآن حدث له نوع من أنواع الركود لمدة سنوات طويلة وحديثى عن المسرح القومي، والدولة اهملت الكثير منها الثقافة سواء المسرح أو السينما التي كفت بدها عنها، وأدت لتعثرها، والآن ايضا رفعت يدها عن التلفزيون، رغم أن الدولة كان لها يد عليا في كل هذا سابقا". وأوضحت :"الدولة سابقا كانت تقود والقطاع الخاص وراءها، والآن لا، وأصبحت أرى أن الثقافة ليس لها إهتمام الآن من جانب الحكومة حتى الآن، ولا أعلم هل سيستمر هذا أمل لا، وأمل في أن يتغير هذا". وحول الفرق بين الدراما الحالية والسابقة ، صرحت الفنانة قائلة :"الدراما كانت مكثفة جدا سابقا، وبه أحداث درامية سريعة وتجعل المشاهد متشوق وبدون مط أو تطويل، وايضا كان هناك إبداع حقيقي من الكاتب ويكون سعيد بهذا وليس بيزنس فقط، لأن الظروف كانت غير الظروف، وكان به كوكبة من النجوم وليس معتمد على النجم الواحد، لأن النجم الأوحد يسبب الملل وأمر مزعج". واستكملت حديثها قائلة :"هناك ممثلين جيدين الآن، فمسلسل سجن النسا مبدع، وبه إبداع من جميع العناصر، وأنماط كبيرة من النساء". وأشارت إلى أن :"البروفات تظهر على الشاشة، غير الآن الذي يقرأ الممثل العمل ثم يدخل التصوير مباشرة، دون قراءة العمل نفسه، لانه كان سابقا لا يجوز أن يمثل العمل عملين سويا، لانه هكذا يخرج من الشخصية، وسابقا كانت الأعمال قليلة وكان كل ممثل يمثل عمل واحد فقط ويعطي له حقه ويتفرغ له، وكان هناك منافسة، والأن الأمور المادية هي في المقدمة". ومن جانبه، أكد المخرج محمد فاضل، زوج الفنانة فردوس عبد الحميد، أن علاقته بالعمل تنتهي بمجرد الإنتهاء من المونتاج الخاص به، لأنه لو وقف أمام أي عمل فلن يقوم بعمل أخر، مشددا على أن أقرب الأعمال له هو "أحلام الفتى الطائر" و"بابا عبده"، وأنهم من أكثر المسلسلات عرضا حتى الآن. وأضاف فاضل :"ألتقيت فكريا وعقليا بزوجتي، لأن اللقاء الفكري والعقلي أمر هام جدا، لأنه يجعل العواطف مبنية على أساس سليم ومنطقي". وأوضح :"التعليم والأمن القومي مهم وأيضا يجب أن تضع الدولة في أولويتها القافة والإعلام، وجابر عصفور وزير الثقافة رجل جيد، وقريب من المثقفين، وهو مناسب لو أعطيت له الإرادة السياسية العليا مهامه كاملة". وقال المخرج إن :"علاقتي بأسامة أنور عكاشة كانت في القاهرة والناس، وكان معي أسماء كبيرة قوية، وكان هناك إعداد لروايات ايضا، وألتقيت به سنة 1980 وبدأنا أول عمل في مسلسل قال البحر سنة 1982، وكان هناك ظاهرة جميلة وهي أن هناك مراقبة للمسلسلات في التلفزيون وكنا نلتقي في المكاتب للتحدث عن الأعمال المعروضة وألتقيت به هناك، وعرضت عليه هناك عمل مسلسل أنتيجون، وقال لي إنه ليس الآن، وعرضت عليه فكرة أخرى مقتبسة، وعمل لها تأليف بالكامل، وكان هناك تجربة في قال البحر حيث كان هناك دراما ملحمية وساعد فيها عمار الشريعي وسيد حجاب، وكانت بداية الغناء الدرامي، وهو توظيف الغناء بالدراما". وشدد على أن :"مستوى المحتوى مختلف حاليا عن السابق، وهناك من يوظف التكنولوجيا الحديثة بشكل جيد، وأخرين يستخدمونها لمجرد الإستخدام فقط، والفن مطلوب الإبداع والتجديد فيه ولكن بمنطق وإبداع، وايضا هناك مديرين تصوير كسبناهم هذا العام وقدموا أعمال جيدة، وأخرين أخذوا الأمر بالناحية الشكلية فقط". وقال :"هناك مواصفات أحب أن أعمل معها وخاصة بالممثل، وهي أن يكون فنان لديه إستعداد ليعطي نفسه للعمل، لأن التمثيل الذي يبقى هو الصادق، لذلك الأعمال التي تظل في الذاكرة ليست بالأكشن أو الإنتاج، وأن يكون ممثل لديه إستعداد ليكون ملتزم". وتابع :"توزيع الأدوار من أخطر الأشياء في الإخراج، والمخرج هو الجهة الرئيسية لتوزيع الأدوار، ولكن هذا لا يمنع أخذ رأي الكاتب حول هذا الأمر، والمخرج يضع التصور الخاص به أولا، وتصور المؤلف وهو يكتب ايضا هام، وايضا المنتج بسبب ظروفه الإنتاجية". واستطرد قائلا :"لا أقبل نص وعليه ممثل، لأن هذا لا يجوز، وفيلم ناصر 56 حالة خاصة، وجاء لي النص الخاص به وبه البطل أحمد زكي، ونحن نفتقد الآن هذا الممثل الرائع". وقال :"عبد المنعم مدبولي عملت معه سباعية في رمضان تسمى جحا المصري، وكنت أعرفه جيدا، وكان كأنه وجه جديد، وبعد دخول المونتاج كان الممثل يأتي بناء على دوره، ولكنه كان يأتي في الأيام التي لا يوجد بها تصوير لدوره، وكنا نصور في ماسبيرو، ولم يكن هناك غرف ممثلين، وكان أول مرة يغني كان في جحا المصري، ومن بعدها تشجع وقام بعمل شريط غناء للأطفال". وأكد أن :"منذ 40 سنة وأعمل في الإعلام، وكلمة أن هناك دول كثيرة ليس بها وزارة الإعلام عليها رد، ونحن دولة لها ظروف خاصة، ومازلنا نتكون، ولم نستقر بعد ولدينا مشكلات كثيرة ايضا، وفي الخارج هم مستقرين وفي أمريكا هناك إعلام تابع للرئيس وأخر للديموقراطين، وكل حكومة تأتي لها إعلام خاص بها، وإلغاء وزراة الإعلام أعترضت عليه وعلى إنشاء مجلس وطني للإعلام، ولماذا تم إلغاءها الآن وليس بعد الدستور مباشرة، فكيف نلغي الإعلام وليس لدينا مجلس وطني للإعلام، وما هي إختصاصته، ونحن لدينا كارثة لأن هناك أكثر من 40 ألف موظف به، وايضا الأصول الخاصة بها أين ستذهب، فكيف نلغي الإعلام بجرة قلم بدون وجود بدائل لها". وشدد على أن :"الإعلام الخاص والوطني يسيرون سويا منذ الإنفتاح الإقتصادي، وكان هناك عيوب في القطاع العام للسينما ولكننا كنا نقطع ولا نحل". وصرح قائلا :"دراما الثورة أمامها وقت حتى يتم كشف كل شئ، وحاليا ممكن عمل أفلام تسجيلية، ونحتاج لوزارة إعلام تساعد في الأعمال الدرامية الهامة، فمثلا نريد دراما عن النوبة ويجب على الدولة عمل هذا وليس أحد أخر، مثل مسلسل رأفت الهجان".