قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن مصر أجرت اتصالات مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لوقف عملية التصعيد العسكري ، مؤكدا على ضرورة حقن الدماء والعودة إلي التهدئة. وقال الرئيس عباس "إن واجبنا منذ البداية هو الحيلولة دون وقوع أي شئ ضد أبناء شعب فلسطين، حيث قمنا باتصالات مكثفة مع جميع الأطراف ، وإن القيادة الفلسطينية في حالة اجتماع دائم من أجل إيجاد حل. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس عباس اليوم الخميس بمقر الرئاسة في مدينة رام الله وجهاء وفعاليات مدينة القدسالمحتلة. وأضاف " كذلك تكلمنا مع الجانب الأمريكي وطلبنا بأن يوقفوا العمليات العسكرية من جانب إسرائيل، ونحن نقنع حماس بوقف العمليات، ولكن للأسف لم ننجح في ذلك حتي الآن، وقد اتصلنا برئيس الوزراء التركي، ونحن نعرف أن له دورا إقليميا يستطيع من خلاله أن يلعب دورا ، كما تحدثنا مع مصر التي كانت راعية اتفاق التهدئة للالتزام بالاتفاق حتى نحقن الدماء". وأشار إلى أنه أجرى اتصالات أيضا مع أمير قطر، ومع الرئيس التونسي الذي تستضيف بلاده اجتماعا للجامعة العربية، وكذلك مع منظمة المؤتمر الإسلامي التي عقدت اجتماعا اليوم لبحث العدوان الإسرائيلي علي الشعب الفلسطيني، ومجلس الأمن الذي يعقد اجتماعا طارئا اليوم بعد أن تم الاتصال مع أمين عام الأممالمتحدة، بحيث سيكون هناك قرار". ولفت الرئيس عباس إلى أن قرارات الأممالمتحدة ثبتنا من خلالها بأن الأرض الفلسطينية لم تعد أرضاً متنازع عليها كما كان يدعي البعض، بل هي أرض فلسطينية محتلة عام 1967 بما فيها مدينة القدسالمحتلة. وقال أن الحكومة الإسرائيلية صادقت على العملية البرية التي يمكن أن تبدأ خلال ساعات، بالإضافة إلى قيام الاحتلال بإبلاغ سكان المناطق الحدودية في غزة بترك بيوتهم والتوجه إلي داخل غزة للقيام بعملية عسكرية ضد قطاع غزة. وأضاف " لم نترك جهدا إلا وبذلناه لحماية قطاع غزة من الدمار ، وحتى نحقن أي قطرة دم، وهذا هو الأهم، فليس المهم من يكسب أو يخسر أو من البادئ بالعدوان، المهم هو كيف ننهي هذا العدوان وشلال الدم، فنحن ندفع الثمن، وحتى الآن سقط عشرات الشهداء، ومئات الجرحى، لذلك يجب علينا حماية أنفسنا، يجب عدم الانجرار وراء العنف، ويجب أن نعمل في الساحة الدولية سياسيا، والتي نستطيع النجاح فيها أكثر من الصدامات العسكرية". وتابع " نحن مسئولون عن الشعب الفلسطيني ، لذلك نحن نلح على وقف إطلاق النار، وهناك اتفاق عام 2012، ونحن لم نكن طرفاً فيه ولكن باركناه ونباركه ويجب الرجوع إليه من أجل حقن الدماء". وقال الرئيس عباس " إن إسرائيل تهدف من تصرفاتها إخراج الفلسطينيين من أرضهم وبلادهم ، ولكن نقول لهم إننا لن نرحل، ولا يوجد لدينا سلاح ، ولكننا سنصمد وسنحارب بالكلمة، لا لن أستسلم ، وسنحارب بأسلوب حضاري مزعج للآخرين". وأضاف " نحن حريصون على إيقاف القتال غير المتكافئ ، هذا الوضع غير محتمل، فكل عام أو عامين تدمر البلد ونبدأ بالتعمير، نحن نستطيع أن نصل إلي هدفنا بالعقل والحكمة، وبالسياسة الصحيحة دون تنازل أو استسلام وبدون التفريط بسم واحد من أرضنا، وسنحصل على حقنا بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية بإذن الله". وتابع " بدون القدس لن يكون هناك سلام ، ونبذل ما بوسعنا لدعم صمود المواطن الفلسطيني المقدسي بالرغم من كل الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال لتهجير سكانها الفلسطينيين، القدس بحاجة لدعم كل العرب والمسلمين، والذين جاؤوا إلى المدينة المقدسة ووقفوا إلى جانب أهلها، بالرغم من دعوات التحريم التي أطلقها البعض لزيارة المدينة المقدسة، والتي لم تعد تمثل أحدا". وأردف "هناك أصوات نظيفة ووطنية دعت إلى زيارة القدس والاستثمار فيها ودعم صمود أهلها، حتى يصمدوا في المدينة المقدسة التي هي لنا وليس لأحد آخر.